الاخرى ، ويعتصر منها عبرها وآياتها وحكمها ، ويلعن الظالمين ليصبحوا عبرة ، ويكرم أنبياءه الكرام ليصبحوا أئمة وهداة.
[١٤] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً)
ورغم هذه المئات التسع والخمسين نة لم يؤمن قوم نوح به ، فاضطر (ع) ان يدعو ربّه لينزل عليهم العذاب.
(فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ)
لم يأخذهم الطوفان الا لأنهم كانوا ظالمين.
[١٥] (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ)
حيث أهلك الله أولئك الظالمين جميعا بذلك الطوفان الرهيب الذي وسع البسيطة ، الا فئة محدودة كان الله قد أمرها بصنع سفينة في الفلاة ، ثم ركبوها وبدأ الطوفان. أو ليس في ذلك آية للعالمين؟!
[١٦ ـ ١٧] (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً)
دعا إبراهيم (ع) قومه الى عبادة الله وتقواه ، مبينا ان ذلك أفضل لهم ، ثم حدد لهم ماهيّة افكارهم وواقعها عبر الأسلوب الرسالي الذي يتكرر في كل رسالة ، والذي يعتمد على نقطتين :
الف : بيان بصيرة التوحيد التي تحقق للمجتمع حريته واستقلاله ، وتمنحه القيم الانسانية الراقية من الحق ، والعدالة ، والسلام.