باء : تعرية الواقع الفاسد ، وتسليط الضوء عليه ليتبين لأفراد المجمع خطورة الفساد الذي هم فيه.
أوضح النبي إبراهيم (ع) لقومه وضعهم المزيف بقوله : «إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً».
ثم ان هذه الأوثان التي تعبدون أنتم صنعتموها ، ثم أضفيتم عليها صبغة الواقعية ، ولكن مهما فعلتم فانها تفتقر الى الواقعية ، ولعلنا نستوحي من قوله سبحانه : «وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً» حقيقة نجدها في آيات أخرى أيضا هي : أن الناس هم الذين يخلقون الطاغوت دون نفسه ، لأن الطاغوت أضعف من ذلك ، ان الذين يرضون بالطاغوت ، ويسكتون عليه ، والذين يلتفون حوله ، ويسمعون أوامره ، ويحاربون معه ، أولئك هم الذين يخلقونه.
(وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً)
اي تخلقون كيانا باطلا كذبا.
(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً)
انكم أنتم الذين تعطون لما خلقتم القوة ، وأنتم الذين تقتطعون لهم من أرزاقكم وليسوا هم ، وهل يستطيع الطاغوت ان يعيش دون ضرائب يفرضها على أبناء الشعب؟
(فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ)
فانبذوا هذا الواقع المزيف ، واطلبوا من بارئكم الحق رزقكم ، فهو الجدير بالطاعة ، والخضوع ، والتسليم ، ثم ...