(وَاشْكُرُوا لَهُ)
والشكر هو العبادة العملية ، كما قال : «اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً» وهذا يعني : ان تكون أعمالكم وسلوكياتكم بحيث تجلب لكم المزيد من النعم والبركات ، وكذلك فان من يشكر يزداد رزقه ، ونستوحي هذا المعنى من قوله تعالى : «فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ» أي أنّ من يريد الرزق فليبتغه من الله بالعبادة والشكر ، وقد قال تعالى : «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ».
(إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
وبالتالي ستعودون الى ربكم.
ومرة أخرى يؤكد الذكر الحكيم ان كل الصفات الحسنة ، والأخلاق الفاضلة انما تأتي من الايمان الصادق بالله واليوم الآخر ، فمن يؤمن بيوم الجزاء سيجعل من حياته هذه مزرعة للخيرات ، وقنطرة للسعادة في الآخرة ، كما يستمر السقف صحيحا ما دامت أسسه سليمة ، فكذلك حياة الإنسان تعمر وتزدهر كلما كانت عقائده صحيحة وواقعية.