دعنا نصلي صلاة الخاشعين لا صلاة الساهين ، وعندئذ نعرف مدى الفائدة العاجلة التي نستفيدها منها. ولعل كلمة (الاقامة) تعني إتيانها بشروطها ، ومن شروطها السكينة والخشوع. والفائدة العاجلة التي نرجوها بإقامة الصلاة تركيز التقوى في القلب ، مما تبعدنا عن الذنوب الكبيرة والصغيرة.
(إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)
ولعل الفحشاء هي الخطايا الكبيرة التي لا يمكن تبريرها كالقتل ، والزنا ، والنهب ، والسرقة ، والاعتداء على حقوق الناس علنا.
أما المنكر فلعله الذنوب التي ينكرها القلب ، وقد لا يعرف عنها المجتمع كالمساهمة في قتل الناس عبر إسقاط شخصياته بالغيبة والتهمة ، وكذلك الغش والرشوة وهكذا الرياء والنفاق و.. و..
(وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ)
ان من عظمة الصلاة انها ترسخ في القلب عقيدة التوحيد والتي هي الينبوع الصافي لسائر العقائد السليمة.
ولعل الآية تشير الى ان جوهر الصلاة هو ذكر الله ، ولذلك كان علينا ان نهتم به سواء في الصلاة أو في حالات أخرى ، ذلك ان ذكر الله يحصن القلب من وساوس الشيطان ، ويحفظه من همزاته ، ويقاوم الغفلة والاسترسال.
ومن المعروف ان ذكر الله ليس مجرد التلفظ ب «الله أكبر ـ لا إله إلّا الله» وانما هو تذكر الله عند المعصية فيصبر عنها ، وعند الطاعة فيندفع إليها ، وعند المصيبة فيتسلى عنها ، وعند الزحف فلا يولي الدبر.