فهو الذي ينزلها متى ما شاء بحكمته وبعد ان تنتهي فرصة القوم.
(وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)
ان الثقافة الجاهلية تلعب دورا هاما في تبرير أخطاء الكفار المنهجية ، ولعل الآيات التي كانوا يطالبون بها كانت تدور حول موضوعات لا غنى فيها كالجدليات البيزنطية ، بينما مهمة الرسول الاولى الإنذار لا لكي يكرههم على الايمان ، بل لكي تستضاء قلوبهم فيؤمنوا طوعا لينتفعوا بالايمان ، وهذا ـ فيما يبدو ـ هو المنهج السليم للدعوة وبه يتحقق الجدال باللتي هي أحسن.
[٥١] (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
أو ليس دليلا كافيا على عظمة هذا الكتاب الذي نستكشف منه رؤي الحياة وبصائر العمل انه رحمة للعالمين ، حيث يقدم لهم برامج الحياة السليمة ، والرؤى الواضحة الصحيحة ، وحيث يقوم بتذكير المؤمنين الذين رفعوا عن أنفسهم حجاب الجهل ، والتكبر ، فأثار فيهم دفائن عقولهم ، واستحث هممهم الناشطة من أجل السير قدما في مسيرة تحرير الأرض والإنسان من عبودية الأوثان الى عبادة الله الواهب المنان.