صدق الرسالة ، وتتم حجته على الناس.
(قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ)
كيف بلغ السحرة هذه الذروة من الإيمان بالله ورسالاته في لحظة ، كيف أيقنوا بالنشور الى درجة استساغوا الشهادة ، واعتبروها عودة الى الله؟!
حين تتساقط حجب حب الذات ، وعبادة الأهواء ، والخضوع للطاغوت ، فان الحقائق تتجلى مباشرة للقلب ، ويكون للعلم بها علما شهوديّا ، واليقين صادقا.
[٥١] ثم لأن السحرة طالما مشوا في ارض الله ، وانقلبوا في نعمه ، يأكلون رزقه ، ويعبدون غيره ، فلما تذكروا كانت الصدمة في نفوسهم قوية فأرادوا تكفير ذنوبهم التي أحسوا الآن بثقلها على كواهلهم ، وتطهير صفحة حياتهم بدم الشهادة ، فقالوا :
(إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)
ونستوحي من هذه الآية ان هناك مؤمنين آخرين اتبعوا نهج السحرة التائبين ، وانما كان هؤلاء طلائع في مسيرة الايمان.