هكذا ينبغي على من يحمل مشعل الثقافة الرسالية الا يهن ، ولا يني يهاجم الظلام الشيطاني. ذلك أن النور سيطوي الظلام أنّى كان متراكبا.
[٤٨] ولأن السحرة آمنوا بالله بدلالة موسى ، وحيث تجلت آية الله على يده ، فإنهم ذكروه ، ولأن هارون ـ بدوره ـ كان وزيرا لموسى فقد جاء ذكره عند هذه اللحظة. لحظة المفاجئة الكبرى.
(رَبِّ مُوسى وَهارُونَ)
هكذا يقدّر الرب أعمال عباده الصالحين.
[٤٩] كان فرعون موغلا في الضلالة والجحود ، فلم يهتد بكل تلك الآيات ، بل ظل يعاند بما أوتي من قوة.
(قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)
وتوعدهم بالعذاب الأليم ، حيث لم يبق أمامه حجة يبرر بها مخالفته للرسالة ، فقال :
(لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ)
يدا من اليسار ، ورجلا من اليمين.
(وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)
[٥٠] كان العقاب شديدا ، ولكن التقدير قضى ان يستقبله أولئك الذين كانوا الى عهد قريب من ركائز النظام ، لكي لا يرتاب أحد في صدق إيمانهم ، وبالتالي