وقد استنفدوا كل جهدهم بذلك ، وأضافوا اليه القول قسما :
(وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ)
كانت عزة فرعون ـ في زعمهم ـ منتهى القوة الموجودة في الأرض ، فأقسموا بها ، وحين يصل الإنسان الى الاعتزاز بقوة مادية بهذه الدرجة التي يحلف بها فان نهايته قد آنت. أو ليس من أعتز بغير الله ذلك؟!
جاء في الحديث القدسي :
«العظمة ردائي والكبرياء ازاري فمن نازعني فيها لعنته»
[٤٥] هنالك أمر الله موسى بأن يلقي عصاه.
(فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ)
[٤٦ ـ ٤٧] خلق الإنسان على الفطرة التي تتجلى فيها آيات الله ، ولو لم تلوث الصفحة البيضاء ، التي يتكون منها قلب البشر بالتربية الفاسدة ، والنظام الفاسد ، والشهوات و.. و.. فسوف تنعكس عليها تجليات الرب.
وحتى لو تورط الإنسان في الذنوب فإن نفسه تظل تلومه ، وفي لحظات خاصة يتعرض القلب لشلال من نور الحقيقة يكاد ينصدع به ، حيث يستيقظ فيه ذلك الوجدان ، وينهض متحديا حجب الذنوب ، وإذا وفقه الله حدث فيه تحول مبارك وعظيم.
وهكذا خرّ السحرة ساجدين لله ، في وسط دهشة الجميع.
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ* قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ)