[٤٢] فرعون يعرف ـ كما سائر الطغاة ـ بان العرش انما يصنعه هؤلاء (ادعياء الدين والعلم) الذين يسرقون سلاح الرفض من أيدي المحرومين ، ويزرعون فيهم الخوف والخنوع ، وانه لا بد من شراء ضمائر هذه الطائفة المخاسرة بأي ثمن لذلك ...
(قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)
ان القيمة الحقيقية لهذه الضمائر الخائنة هي المشاركة في الملك ، وهذا ما تبرع به فرعون ، ووعد به السحرة ، أو ليسوا قد شاركوا في صنع العرش وفي كل الجرائم التي يرتكبها صاحبه ، فلما ذا لا يشاركونه في غنائمه.
ولكن العلماء الفسقة لا يعرفون عادة القيمة الحقيقية لما يبيعونه ، فتراهم يرضون بالثمن الزهيد ، فيخسرون (الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ).
[٤٣] من أعظم صفات الأنبياء (ع) التي تشهد بصدقهم : تحديهم لقوى أعظم منهم ـ كبشر ـ أضعافا مضاعفة ، مما يشهد باعتمادهم على رب القدرة والعظمة سبحانه.
هكذا تحداهم موسى.
(قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ)
وما عسى ان ينفعكم ما تلقون أمام قدرة الرب؟!
[٤٤] ولم يكن يملك أولئك البؤساء غير مجموعة حبال وعصي فألقوها.
(فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ)