إن اتباع الهوى ، والسير وراء المصالح والأهداف الشخصية ، تحوّل الباطل إلى حقيقة ، والكفر بالنعم إلى واجب شرعي.
[٦٨] (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ)
أكثر الناس ظلما لنفسه وللآخرين هو من ينبذ القيم الإلهية ، ويستبدلها بقيم بشرية شيطانية ، وأخطر الكفار من أنكر القيم ، وافترى على الله الكذب في أحكامه ، ولذا كان حد منكر الصلاة القتل شرعا ، فالذي يؤمن بالصلاة ولا يقوم بها قد توجد لديه قابلية القيام بها في المستقبل ، أما الذي يكفر بها من الأساس ، ويضع لنفسه تشريعات مزاجية لا يجدي معه إلّا حدّ السيف.
ويكمن الخطر في هذا الإنسان حين يلبس الباطل أثواب الحقّ ، ويفيض على الباطل صبغة السمو والالوهية ، وعادة ما تكون دوافع الكفر نفسية كالكبر ، أو الغرور ، أو ترسخ تقاليد الآباء في النفس ، ولكن هل يعتقد هؤلاء إن جهنم لا تكفيهم جميعا؟! بلى .. إن بها مثوى للكافرين والمتكبرين منذ أن خلق ربنا آدم (ع) وإلى يوم القيامة ، وليس ذلك على الله بعزيز.
[٦٩] (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
ويقفز إلى واجهة التفكير سؤال : ماذا نعمل لكي لا تتبدل قيمنا؟ وكيف نهتدي إلى السبيل القويم؟
تجيب هذه الآية الكريمة بأن شرط الهداية هو الجهاد ، لأن الجهاد يبعد الإنسان عن حب الذات والأنانيات المقيتة ، وعند ما يكون الإنسان مجاهدا ، فان أبواب