يعتبر المتعة هدفه في الحياة ، وهذا الاعتقاد ناتج من الكفر بالقيم والغيب والروح ، والمتعة لا تتعدى بضع ثوان يشعر فيها الإنسان بالسعادة الوهمية ، ولكن لا يعلم انه يحتطب على ظهره وزرا ، ولذا جاء في الدعاء : «اللهم إني أعوذ بك من ذنوب ذهبت لذاتها وبقيت تبعاتها».
وسيعلم الكفار يوم القيامة فداحة الخطأ الكبير ، حين فصلوا المتعة عن اطارها السليم ، وفرّغوها من مضمونها الرفيع ، وجعلوها ممارسات حيوانية ، تهبط بالإنسان إلى حضيض الرذيلة والشقاء.
[٦٧] (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)
ميزة القرآن انه يستخرج أمثلة من واقع الحياة لا من وهم وخيال ، ولقد كانت الجزيرة العربية عبر التاريخ مسرحا واسعا للنهب والسلب ، وانتهاك الحقوق ، وتضييع الكرامات ، حيث أصبح الإنسان لا يأمن على نفسه ، أو ماله ، أو عرضه ، وحتى دينه ، وكان شعار العرب حينذاك السيف ، ودثارهم الخوف ، فمنّ الله عليهم بنعمة الأمان والرّخاء والشبع ، وأنزل منهاجه لتنظيم العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على أسس العدل والحرية والتكامل وغيرها من مبادئ الانسانية التي لا يختلف عليها العقلاء ، ولا تختلف مع سمو تطلعات الإنسان وأهدافه.
(أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ)
فوا عجبا للإنسان على جهله وكفره ، وهل هناك شيء أوضح من نعم الله على الإنسان لكي يكفر بها؟!