والسيطرة على الكون والحياة ، وهو الذي كان يعارض الرسل ، ويكفر بالله بالأمس ، فما عدى مما بدى؟!
ولكن ما أن تطأ قدماه ساحل الأمان ، ويبتعد عن الخطر ، ويستغني عن الضرورة ، حتى ينقلب على عقبيه ، ويكفر بالله ، ويشرك به في قدرته وسلطانه ، «فما لله لله ، وما لقيصر لقيصر»؟!
كما أنّ هذه الآية تبيّن حقيقة وجود الله ، وهيمنته على الكون ، فقد قال رجل للإمام الصادق (ع): يا ابن رسول الله دلّني على الله ما هو؟ فقد أكثر عليّ المجادلون وحيّروني فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قطّ؟ قال نعم ، قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم ، قال : فهل تعلّق قلبك هنا لك أنّ شيئا من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال : نعم ، قال الصادق (ع) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث (١)
إذا أردت أن تعرف الله فاركب الأهوال ، وستعرف الله حيث لا ينفعك مال ولا بنون ، وحينها ينفتح أمامك باب المعرفة الإلهيّة ، وترى آثار رحمة الله.
[٦٦] (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
ولقد أنعم ربنا على الإنسان بنعمة العقل والفطرة والبصيرة ، ولكن الإنسان يترك عقله إلى جهله ، وبصيرته إلى عماه ، وفطرته النقية إلى شهواته الشائبة.
والتمتع مجرد اثارة عاجلة لأعصاب الإنسان وشهواته ، والمشكلة في الإنسان انه
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٢ ص ٤١