لقد أهلكهم الله في البحر أجمعين ، ولكن لم أهلك الله كل الجيش ، ولم يهلك فقط فرعون وهامان؟
الجواب :
ان الدنيا دار ابتلاء لجميع الناس ، حاكمين ومحكومين ، واتّباع المحكومين للطغاة يوردهم موردهم ، بل سكوتهم عنهم يشركهم في جرائمهم وعقوباتهم.
ولقد وفر الله لقوم فرعون أسباب الهداية ، إذ وقع السحرة لربهم ساجدين ، وأخذهم الله جميعا بألوان البلاء لعلهم يتضرعون ، وإذ وقفوا على شاطئ البحر ينظرون الى القوم المستضعفين ، يقودهم راعي غنم لا يحمل إلّا عصا ، وقد انفلق البحر لهم بهذه الصورة ، فهل بقيت حجة لهم ، كلّا .. بل لله الحجة البالغة عليهم ، فان أهلكهم فانما بعد البينة وإتمام الحجة.
[٦٥] المعجزة كانت واحدة وهي انفلاق البحر ولكن العاقبة اختلفت ، حيث يقول الرب سبحانه :
(وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ)
[٦٦] (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ)
فهل هي صدفة ان تقع ظاهرة واحدة ترحم هؤلاء ، وتعذب أولئك؟!
[٦٧] (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)
بالرغم من قوة الحجة فان العيون مغلقة ، والقلوب محجوبة ، ولا يجوز ان نجعل الناس مقياسا للحق والباطل.