[٦٣] وهبط الوحي على قلبه الشريف :
(فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ)
انقسم البحر على نفسه ليكشف عن اثني عشر سبيلا ، مستقلّا لاثني عشر سبطا من أسباط بني إسرائيل.
(فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)
كل جانب منه كان كما الجبل العظيم ، تراكمت المياه على بعضها ، وتجمدت الأمواج فوق الأمواج.
[٦٤] ودخل بنو إسرائيل السبل التي فتحت لهم في البحر الذي لا يدرى هل هو النيل أم أنه البحر الأحمر؟
وبلغ آل فرعون البحر فوجدوا أعداءهم في منتصف الطريق ، فاندفعوا وراءهم ـ سبحان الله ـ كيف يهبط الإنسان إلى هذا الدرك الأسفل من العصبية. إنه يرى المعاجز رأي العين ، فلا يتبصر بل يستمر في غيّه ، لقد رأى فرعون آية العصى والتي أسجدت السحرة لله ، ورأى آية اليد البيضاء وسبع آيات أخرى ، والآن يجد البحر قد انفلق ، وتراكمت مياهه كالجبال ولا يزال يعاند ، كيف يمكن ذلك؟!
الواقع : ان الذنب يقسي القلب ، وكلما زادت الذنوب كلما تحجرت القلوب أكثر فأكثر ، والله سبحانه يعاقب المذنبين لقسوة قلوبهم ، ويستدرجهم الى مصيرهم الأسود ، وهكذا يقول ربنا :
(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ)