نهتدي بهذه السبل الى أهدافنا ، والى ربنا الذي خلق هذه السبل ، فكلّما كانت آيات الصنع والتدبير أكثر في الطبيعة كانت أكبر شهادة على الخالق ، وأقرب هدى.
[١١] وكما خلق السموات والأرض ، وجعل الأرض مهدا هيّأ للإنسان رزقه فيها.
(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ)
بتقدير منه ، فقد يكون نزول الماء شديدا فتصير سيولا ، وقد يكون شحيحا فلا يستفيد منها الإنسان ، ولكنّه سبحانه ينزل المطر بتقدير منه على حسب حاجة الإنسان والأرض.
(فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً)
وكما يحيي الله الأرض الميتة بالمطر ، فينمو الزرع والضرع ..
(كَذلِكَ تُخْرَجُونَ)
وقد استفاد بعض المفسرين من هذه المقارنة بأنّ الإنسان يخرج يوم البعث من الأرض كالزرع ، وقد جاء في الحديث :
«إذا أراد الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يبعث الخلق أمطر السماء أربعين صباحا ، فاجتمعت الأوصال ، ونبتت اللحوم»
فيكون القبر للإنسان في يوم القيامة كرحم أمّه ، أو كالأرض بالنسبة الى البذرة.