عهدا على لسان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ووقع الشربين بكر (١) وتميم ، وولي يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري (٢) العراق فوجّه إلى سجستان بعامر بن ضبارة المري (٣) فلم يبلغها.
وجاءت دولة بني هاشم (٤) فوجّه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعي (٥) إلى
__________________
(١) بكر : بطن من عذرة بن زيد اللات بن كلب من بني وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة ، قال في العبر : وفيهم العدد والشهرة. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ١٦٩).
(٢) يزيد بن عمر بن هبيرة ، أبو خالد ، من بني فزارة ، أمير ، قائد ، من ولاة الدولة الأموية ، ولد سنة ٨٧ ه / ٧٠٦ م أصله من الشام ، ولي قنسرين للوليد بن يزيد ، ثم جمعت له ولاية العراقين (البصرة والكوفة) سنة ١٢٨ ه ، في أيام مروان بن محمد ، واستفحل أمر الدعوة العباسية في زمن إمارته ، فقاتل أشياعها مدة ، وتغلّبت جيوش خراسان على جيوشه ، فرحل إلى واسط وتحصّن بها ، فوجّه السفاح أخاه المنصور لحربه ، فمكث المنصور زمنا بواسط يقاتله ، حتى أعياه أمره ، فكتب إليه بالأمان والصلح ، وأمضى السفاح الكتاب ، وكان بنو أمية قد انقضى أمرهم ، فرضي ابن هبيرة وأطاع ، وأقام بواسط وعمل أبو مسلم الخراساني على الإيقاع به ، فنقض السفاح عهده له ، وبعث إليه من قتله بقصر واسط ، في خبر طويل فاجع ، وكان ذلك سنة ١٣٤ ه / ٧٥٠ م ، وكان خطيبا مفوّها ، شجاعا ، ضخم الهامة ، طويلا جسيما.
(٣) عامر بن ضبارة الغطفاني ثم المري ، أبو الهيذام ، قائد ، من الفرسان الشجعان ، من أهل حوران بالشام ، كان مع ابن هبيرة في العراق ، انتدبه مروان بن محمد لقتال شيبان الخارجي ، وجهّز معه سبعة آلاف ، فزحف بهم ، فانهزم منه شيبان ، بعد وقائع ، ثم سار عامر لقتال عبد الله بن معاوية الطالبي ، الخارج بإصطخر فتوفق ، فوجهه ابن هبيرة بخمسين ألفا لقتال قحطبة بن شبيب ، فنزل بأصبهان ، فقاتله قحطبة بعشرين ألفا ، فتقهقر جيش عامر ، وثبت في عدد قليل حتى قتل ، سنة ١٣١ ه / ٧٤٩ م.
(٤) بنو هاشم : بطن من قريش من العدنانية ، وهم بنو هاشم بن عبد مناف ، إليه ينسب بنو هاشم ، ومنهم النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم ، وكانت الرفادة والسقاية بمكة لهم ، ثم انتهت إليهم سيادة قريش. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٣٨٦).
(٥) أبو مسلم الخراساني : هو عبد الرحمن بن مسلم ، مؤسس الدولة العباسية ، وأحد كبار القادة ، ولد في ماه البصرة سنة ١٠٠ ه / ٧٧١ م ، مما يلي أصبهان ، عند عيسى ومعقل ابني إدريس العجلي ، فربياه إلى أن شبّ ، فاتصل بإبراهيم بن الإمام محمد (من بني العباس) ، فأرسله إبراهيم إلى خراسان ، داعية ، فأقام فيها واستمال أهلها ، ووثب على ابن الكرماني والي نيسابور فقتله واستولى على نيسابوز ، وسلّم عليه بإمارتها ، فخطب باسم السفاح العباسي عبد الله بن محمد ، ثم سيّر جيشا لمقاتلة مروان بن محمد (آخر ملوك بني أمية). فقابله بالزاب بين الموصل وإربل ، وانهزمت جنود مروان إلى الشام ، وفرّ مروان إلى مصر ، فقتل في بصير ، وزالت الدولة الأموية الأولى سنة ١٣٤ ه ، وصفا الجوّ للسفاح إلى أن مات ، وخلفه أخوه المنصور ، فرأى المنصور من أبي مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك ، وكانت بينهما ضغينة ، فقتله برومة المدائن سنة ـ