ومنها إلى الملتان (١) ثلاثون مرحلة ، وكان يحيط بقرى بلخ وضياعها ومزارعها سور عظيم.
فمن باب من أبواب السور الذي يحيط بالمزارع والقرى إلى الباب الذي بإزائه اثنا عشر فرسخا ، وليس خارج السور عمارة ولا ضيعة ولا قرية وإنما خارجها الرمال ، ولهذا السور الأعظم الذي يحيط بأرض بلخ اثنا عشر بابا ، وللسور الثاني الذي يحيط بربض المدينة أربعة أبواب من السور الأعظم إلى السور الثاني خمسة فراسخ سور على المدينة بين سور الربض وسور المدينة فرسخ.
وفي الربض النوبهار (٢) وهي منازل البرامكة ، ومن باب سور المدينة إلى الباب الذي بإزائه فرسخ ، فكانت مساحة المدينة ثلاثة أميال في ثلاثة أميال.
ولبلخ سبعة وأربعون منبرا في مدن ليست بالعظام : مدينة يقال لها خلم (٣) ، ومدينة يقال لها سمنجان (٤) ، ومدينة يقال لها : بغلان (٥) ، ومدينة يقال لها :
__________________
(١) الملتان : وأكثر ما يكتب بالواو «مولتان» وهي مدينة في نواحي الهند قرب غزنة أهلها مسلمون منذ القدم ، وبها صنم تعظّمه أهل الهند ، وتحجّ إليه من أقصى بلدانها ، ويتقرّب إلى الصنم في كلّ عام بمال كثير ينفق على بيت الصنم والعاملين فيه. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٦٣).
(٢) النوبهار : قال عمر بن الأزرق الكرماني : كانت البرامكة أهل شرف على وجه الدهر ببلخ قبل ملوك الطوائف ، وكان دينهم عبادة الأوثان فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها ، وما كانت قريش ومن والاها من العرب يأتون إليها ويعظّمونها ، فاتّخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام ، ونصبوا حوله الأصنام وزيّنوه بالديباج والحرير ، وعلّقوا عليه الجواهر النفيسة ، وتفسير النوبهار : البهار الجديد لأن نو جديد ، وكانت سنّتهم إذا بنوا بناء حسنا أو عقدوا بابا جديدا ، أو طاقا شريفا كلّلوه بالريحان ، وتوّخوا لذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت ، فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما يظهر من الريحان ، وكان البهار ، فسمي نوبهار لذلك ، وكانت الفرس تعظّمه وتحجّ إليه ، وتهدي له وتلبسه أنواع الثياب وتنصب على قتبه الأعلام. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٥٥).
(٣) خلم : بلدة بنواحي بلخ ، وهي بلاد العرب ، نزلها الأسد وبنو تميم ، وقيس أيام الفتوح ، وهي مدينة صغيرة ذات قرى وبساتين ، ورساتيق وشعاب ، وزروعها كثيرة ، لا تكاد الريح تسكن بها ليلا ولا نهارا في الصيف. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٤٠).
(٤) سمنجان : بلدة من طخارستان وراء بلخ وبغلان ، وبها شعاب كثيرة ، وبها طائفة من عرب تميم ، ومن بلخ إلى خلم يومان ، ومن خلم إلى سمنجان خمسة أيام. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٨٦).
(٥) بغلان : بلدة بنواحي بلخ فيها أنها كثيرة وأشجار ملتفّة ، وبين بغلان وبلخ ستة أيام. (معجم البلدان ج ١ / ص ٥٥٤).