وهي مدينة قديمة فيها الجبلان المقدسان وتحت المدينة مدينة منقورة في حجر وبها أخلاط من العرب والعجم والسامرة وسبسطية وهي مضافة إلى نابلس وقيسارية وهي مدينة على ساحل البحر كانت من أمنع مدن فلسطين وهي آخر ما افتتح من مدن البلد افتتحها معاوية ابن أبي سفيان في خلافة عمر بن الخطاب ، وبينا (١) وهي مدينة قديمة على قلعة وهي التي يروى أن أسامة بن زيد قال أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما وجهني فقال : «اغد على يبنا صباحا ثم حرق» (٢).
وأهل هذه المدينة قوم من السامرة ، ويافا (٣) وهي على ساحل البحر إليها ينفر أهل الرملة.
وكورة بيت جبرين وهي مدينة قديمة وأهلها قوم من جذام وبها البحيرة الميتة التي تخرج الحمرة وهي الموميا.
ومدينة عسقلان على ساحل البحر ، ومدينة غزة على ساحل البحر وهي رأس الإقليم الثالث وبها قبر هاشم بن عبد مناف.
وأهل جند فلسطين أخلاط من العرب والعجم ومن لخم وجذام وعاملة وكندة وقيس وكنانة.
افتتحت أرض فلسطين سنة ست عشرة بعد طول محاصرة حتى خرج عمر بن الخطاب فصالح أهل كورة إيليا وهي بيت المقدس ، وقالوا : لا نصالح إلا الخليفة ، فسار إليهم حتى صالحهم.
وافتتحت أكثر كور فلسطين خلا قيسارية فحلف عليها أبو عبيدة بن الجراح معاوية بن أبي سفيان فافتتحها سنة ثمان عشرة.
__________________
ـ لصيقة في جبل ، أرضها حجر ، بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ ، ولها كورة واسعة وعمل جليل كله في الجبل الذي فيه القدس. وبظاهر نابلس جبل ذكروا أن آدم عليه السّلام سجد فيه. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٨٨).
(١) بينا : ضبطها صاحب معجم البلدان يبنى وهي بليدة قرب الرملة. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٩١).
(٢) أخرجه ابن ماجه في السنن (جهاد ٣١) ، أبو داود في السنن (جهاد ٨٣) ، أحمد في المسند (٥ : ٢٠٥).
(٣) يافا : مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية وعكّا ، ويافا بلد قحط ، وربما نسب إليها يافوني. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٨٨).