عمرو بن العاص باب اليون في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين اختطت قبائل العرب حول فسطاط عمرو بن العاص فسميت الفسطاط لهذا ، ثم اتسعوا في البلد فاختطوا على النيل واختطت قبائل العرب في المواضع المنسوبة إلى كل قبيلة ، وبنى عمرو بن العاص مسجد جامعها ودار إمارتها المعروفة بدار الرمل ، وجعل الأسواق محيطة بالمسجد الجامع في الجانب الشرقي من النيل وجعل لكل قبيلة محرسا وعريفا وابتنى حصن الجيزة في الجانب الغربي من النيل وجعله مسلحة للمسلمين وأسكنه قوما ، وكتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه : لا تجعل بيني وبين المسلمين ماء.
وافتتح عمرو كور مصر صلحا خلا الإسكندرية (١) ، فإنه أقام يحارب أهلها ثلاث سنين ، ثم فتحها سنة ثلاث وعشرين لأنه لم يكن في البلد مدينة تشبهها حصانة وسعة وكثرة عدة.
وكور مصر منسوبة إلى مدنها لأن لكل كورة مدينة مخصوصة بأمر من الأمور ، فمن مدن الصعيد وكورها مدينة منف (٢) ، وهي مدينة قائمة خراب يقول أهل مصر إنها المدينة التي كان فرعون يسكنها ، ومدينة بوصير كوريدس (٣) ، ومدينة دلاص (٤) وإليها ينسب اللجم الدلاصية ، ومدينة الفيوم (٥) ، وكان يقال في متقدم الأيام مصر والفيوم ،
__________________
ـ وهو ما بني أو شيّد لعمرو بن العاص بعد فتح مصر ، وأطلقت التسمية على ذلك الموضع.(معجم البلدان ج ٤ / ص ٢٩٧).
(١) الإسكندرية : ذكر أن الذي بناها هو الإسكندر الأول ذو القرنين ، وذكر إبراهيم المصري قال : كانت الإسكندرية لشدّة بياضها لا يكاد يبين فيها دخول الليل إلّا بعد وقت. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢١٧).
(٢) منف : اسم مدينة فرعون بمصر ، هي أول مدينة عمرّت بعد الغرق ، سميت مافه ، ومعنى مافه في لسان القبط ثلاثون ، وثم عرّبت وقيل : منف. بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ ، وبينها وبين عين شمس سنة فراسخ. وكانت كما ذكر أول مدينة بنيت في مصر بعد الطوفان.(معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٤٧).
(٣) بوصير كورديس : ضبطها صاحب معجم البلدان «قوريدس» ، وهي كورة من كور البوصيرية في بلاد مصر ، وبها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني أمية ، وهو المعروف بالحمار والجعدي. (معجم البلدان ج ١ / ص ٦٠٣).
(٤) دلاص : كورة بصعيد مصر على غربي النيل تشتمل على قرى وولاية واسعة ، ودلاص مدينتها معدودة في كورة البهنسا. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٥٢٣).
(٥) الفيّوم : فهي في مصر بينها وبين الفسطاط أربعة أيام بينهما مفازة لا ماء فيها ولا مرعى ، ـ