وقال : وهي في مستوى من الأرض يحيط بها جبال الروم وماؤها من عيون وأودية من الفرات ، وخففها المتنبي ضرورة.
رعبان ودلوك
قال ابن أبي يعقوب : ورعبان (١) ودلوك (٢) كورتان متقاربتان ، فأما دلوك فهي مدينة قديمة لها ذكر.
وكانت عامرة ولها قلعة من بناء الروم عالية مبنية بالحجارة وكانت لها قناة قد ركبت على قناطر يصعد الماء عليها إلى القلعة وحولها أبنية حسنة منقوشة في الحجر وحولها مياه كثيرة وبساتين كثيرة الفواكه.
ويقال : إن مقام داود ، عليه السّلام كان بها ، وأنه منها جهز الجيش إلى قورس (٣) ، فقتل بها أوريا بن حنان وقد خربت المدينة والقلعة وبقيت الآن قرية بها فلاحون.
كيسوم (٤)
قال ابن شداد (٥) ذكرها ابن أبي يعقوب وعدها في كتاب البلدان من العواصم.
__________________
(١) رعبان : مدينة بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٥٩).
(٢) دلوك : بليدة من نواحي حلب ، كانت فيها وقعة لأبي فراس بن حمدان مع الروم. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٢٥).
(٣) قورس : مدينة بها آثار قديمة وكورة من نواحي حلب ، وبها أوريا بن حنّان. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٦٧).
(٤) كيسوم : هي قرية مستطيلة من أعمال سميساط ، ولها عرض صالح ، وفيها سوق ، ودكاكين وافرة ، وفيها حصن كبير. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٦٥).
(٥) ابن شدّاد : هو عبد الله بن شدّاد المؤرّخ ، الرحّالة الذي طاف بلاد الشام ، وجزيرة العرب ، وصنّف رحلة أسماها «الأعلاق الخطيرة» توفي سنة ٦٨٤ م ، ويحتمل أن يكون ابن شدّاد هو يوسف بن رافع بن تميم الأسدي بهاء الدين أبا المحاسن ابن راشد المؤرّخ الذي ولّاه صلاح الدين قضاء حلب فاستمر عليه إلى أن مات سنة ٦٣٢ م ، وهو شيخ المؤرّخ ابن خلّكان ، وصاحب «النوادر السلطانية» في سيرة صلاح الدين وصاحب «تاريخ حلب».