وما يأتي من ديار مصر ، والرقة (١) والشام (٢) والثغر (٣) ومصر والمغرب (٤) مما يحمل في السفن في الفرات.
فيها يحطّ وينزل ومدرجة أهل الجبل أصبهان وكور خراسان ، فالحمد لله الذي ذخرها لي ، وأغفل عنها كل من تقدّمني ، والله لأبنيها ثم أسكنها أيام حياتي ، ويسكنها ولدي من بعد ، ثم لتكونن أعمر مدينة في الأرض ، ثم لأبنين بعدها أربع مدن لا تخرب واحدة منهن أبدا ، فبناها ، وهي الرافقة (٥) ولم يسمها ، وبنى ملطية المصيصة ، وبنى المنصورة (٦) بالسند ، ثم وجه في إحضار المهندسين وأهل المعرفة بالبناء ، والعلم
__________________
(١) الرّقّة : بفتح أوله وثانيه وتشديده ، وأصله كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء ، وجمعها رقاق ، وقيل : الرقاق الأرض اللينة التراب ، وقيل : الرقاق الأرض اللينة من غير رمل. وهي مدينة مشهورة على الفرات ، بينها وبين حرّان ثلاثة أيام ، معدودة في بلاد الجزيرة لأنها من جانب الفرات الشرقي ويقال لها : الرّقّة البيضاء. أرسل سعد بن أبي وقاص والي الكوفة في سنة ١٧ ه. جيشا عليه عياض بن غنم ، فقدم الجزيرة فبلغ أهل الرّقّة خبره ، فقالوا : أنتم بين العراق والشام ، وقد استولى عليها المسلمون فما بقاؤكم مع هؤلاء ، فبعثوا إلى عياض بن غنم في الصلح فقبله منهم. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٦٧).
(٢) الشام : الشّأم بفتح أوله ، وفتح همزته ، وفيها لغة ثانية وهي الشام ، بغير همز ، كذا يزعم اللغويّون ، وقد تذكّر وتؤنّث ، قيل : سمّيت الشام شاما لكثرة قراها ، وتداني بعضها من بعض فشبّهت بالشامات ، وقيل : سميت بذلك لأن قوما من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا إليها أي أخذوا ذات الشمال فسميت بالشام لذلك. وقيل : سميت الشام بسام بن نوح عليه السّلام ، وذلك لأنه أول من نزلها فجعلت السين شينا لتغيّر اللفظ العجمي. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٥٣).
(٣) الثغر : بالفتح ثم السكون ، كل موضع قريب من أرض العدو يسمى ثغرا ، كأنه مأخوذ من الثغرة ، وهي الفرجة في الحائط ، وهو في مواضع كثيرة ، منها ثغر الشام ، وجمعه ثغور ، وهذا الاسم يشمل بلادا كثيرة. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٩٣).
(٤) المغرب : بالفتح ، ضد المشرق ، وهي بلاد واسعة كثيرة ووعثاء شاسعة ، قال بعضهم : حدّها من مدينة مليانة وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط وتدخل فيه جزيرة الأندلس ، وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي ، وطول هذا في البر مسيرة شهرين. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٨٨).
(٥) الرافقة : بلد متّصل البناء بالرّقّة وهما على ضفة الفرات وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع ، وعلى الرافقة سوران بينهما فصيل ، وهي على هيئة مدينة السّلام ، ولها ربض بينها وبين الرّقّة وبه أسواقها. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٧).
(٦) المنصورة : مفعولة من النصر في مواضع عدة ، ومنها : المنصورة بأرض السند وهي قصبتها ، مدينة كبيرة كثيرة الخيرات ذات جامع كبير سواريه ساج ولهم خليج من نهر مهران. قيل : ـ