والربع من باب الشام إلى ربض حرب وما اتصل بربض حرب ، وشارع باب الشام ، وما اتصل بذلك إلى الجسر على منتهى دجلة حرب بن عبد الله وغزوان مولاه ، والحجاج بن يوسف المهندس ، ومن خراسان إلى الجسر الذي على دجلة مادا في الشارع على دجلة إلى البغيين (١) ، وباب قطر بن هشام [بن](٢) عمرو التغلبي وعمارة بن حمزة (٣) وشهاب بن كثير المهندس.
ووقّع إلى كل أصحاب ربع ما يصير لكل رجل من الذرع ، ولمن معه من أصحابه ، وما قدّره للحوانيت والأسواق في كل ربض ، وأمرهم أن يوسعوا في الحوانيت ليكون في كل ربض سوق جامعة تجمع التجارات ، وأن يجعلوا في كل ربض من السكك ، والدروب النافذة ، وغير النافذة ما يعتدل بها المنازل ، وأن يسموا كل درب باسم القائد النازل فيه ، أو الرجل النبيه الذي ينزله ، أو أهل البلد الذي يسكنونه ، وحد لهم أن يجعلوا عرض الشوارع خمسين ذراعا ـ بالسوداء ، والدروب ستة عشر ذراعا ، وأن يبتنوا في جميع الأرباض ، والأسواق ، والدروب من المساجد والحمامات ما يكتفي بها من في كل ناحية ومحلة.
وأمرهم جميعا أن يجعلوا من قطائع القواد والجند ذراعا معلوما للتجار يبنونه وينزلونه ، والسوقة الناس ، وأهل البلدان.
وكان أول من أقطع خارج المدينة من أهل بيته عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن العباس (٤) بإزاء باب الكوفة على الصرّاة (٥) السفلى التي تأخذ من
__________________
(١) البغيين : بغيّة كأنّه تصغير البغية ، وهي الحاجة : عين ماء. (معجم البلدان ج ١ / ص ٥٥٦).
(٢) وردت في الأصل : «بل» ، ولعل الصحيح ما أثبتناه.
(٣) عمارة بن حمزة : هو عمارة بن حمزة بن ميمون ، من ولد عكرمة مولى ابن عباس ، كاتب من الولاة الأجود الشعراء الصدور ، كان المنصور ، والمهدي العباسيان يرفعان قدره. وكان من الدهاة ، وجمع له بين ولاية البصرة ، وفارس ، والأهواز ، واليمامة ، والبحرين ، له في الكرم أخبار عجيبة. وفيه تيه شديد يضرب به المثل : «أتيه من عمارة» ، وله «ديوان رسائل».
(٤) عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن العباس ، من بني العباس ، أمير من الشجعان ، القادة ، سيّره عمّه المنصور سنة ١٤٠ ه ، في سبعين ألف إلى ملطية ، وبعث معه الحسن بن قحطبة ، فخافتهما الروم ، وعمرا ملطية بعد أن خرّبتها أيدي الفرنجة ، وأقام الحج سنة ١٤٦ ه ، وغزا الصائفة سنة ١٥١ ه وسنة ١٥٢ ، توفي في بغداد سنة ١٥٧ ه.
(٥) الصّراة : بالفتح ، قال الفراء : يقال هو الصّرى ، والصّرى للماء يطول استنقاعه ، فقال أبو عمرو : إذا طال مكثه وتغيّر ، وهو نهر يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها المحوّل ـ