والكرخ (١) وما اتصل بذلك كله المسيب بن زهير (٢) ، والربيع مولاه وعمران بن الوضاح المهندس.
والربع من باب الكوفة إلى باب الشام ، وشارع طريق الأنبار إلى حد ربض حرب بن عبد الله (٣) [و](٤) سليمان بن مجالد وواضحا مولاه ، وعبد الله بن محرز المهندس.
__________________
(١) الكرخ : بالفتح ثم السكون وما أظنها عربيّة إنّما هي نبطيّة ، وهم يقولون : كرخت الماء وغيره من البقر والغنم إلى موضع كذا أي جمعته فيه في كل موضع وكلّها بالعراق ، والكرخ هنا كرخ بغداد ، قيل : لما ابتنى المنصور مدينة بغداد أمر أن تجعل الأسواق في طاقات المدينة إزاء كل باب سوق ، لم يزل على ذلك مدّة حتّى قدم عليه بطريق من بطارقة الروم رسولا من عند الملك ، فأمر الربيع أن يطوف به في المدينة حتى ينظر إليها ويتأمّلها ، ويرى سورها ، وأبوابها وما حولها من العمارة ، ويصعده السور حتى يمشي من أوله إلى آخره ويريه قباب الأبواب ، والطاقات وجميع ذلك ، ففعل الربيع ما أمره به ، فلما رجع إلى المنصور ، قال له كيف رأيت مدينتي؟ قال : رأيت بناء حسنا ومدينة حصينة إلّا أن أعداءك فيها معك ، قال : من هم؟ قال : السوقة ، يوافي الجاسوس من جميع الأطراف فيدخل الجاسوس بعلّة التجارة : والتجار هم برد الآفاق فيتجسس الأخبار ، ويعرف ما يريد ، وينصرف من غير أن يعلم به أحد ، فسكت المنصور ، فلما انصرف البطريق أمر بإخراج السوقة من المدينة ، بذلك كانت الكرخ في وسط بغداد والمحال حولها ، وهي محلة وحدها مفردة في وسط الخراب ، وحولها محال إلّا أنها غير مختلطة بها ، فبين شرقها والقبلة محلة باب البصرة وأهلها كلهم سنّيّة حنابلة لا يوجد غير ذلك ، وبينهما نحو شوط فرس ، وفي جنوبها المحلّة المعروفة بنهر القلائين ، وبينهما أقلّ مما بينهما وبين باب البصرة ، وأهلها أيضا سنّيّة حنابلة ، وعن يسار قبلتها محلة تعرف بباب المحوّل وأهلها أيضا سنّيّة ، وفي قبلتها نهر الصراة ، وفي شرقيها نصب بغداد ومحالّ كثيرة ، وأهل الكرخ كلهم شيعة إمامية لا يوجد فيهم سنّي البتة. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٠٦ ـ ٥٠٩).
(٢) المسيّب بن زهير : هو المسيب بن زهير بن عمرو الضبي ولد سنة ١٠٠ ه / ٧١٨ م. أبو مسلم ، قائد ، من الشجعان ، كان على شرطة المنصور والمهدي ، والرشيد العباسيين ببغداد ، وولاه المهدي خراسان مدة قصيرة. مات في منى سنة ١٧٥ ه / ٧٩١ م ، ودفن أسفل العقبة.
(٣) حرب بن عبد الله : هو حرب بن عبد الله البلخي الراوندي ، من أكابر قواد المنصورة العباسي.
كان يتولى شرطة بغداد ، ثم ولي شرطة الموصل ، وسيّره المنصور من الموصل لقتال الترك ، وكانوا قد دخلوا تفليس ، فقاتلهم حرب فقتل في إحدى معاركه معهم سنة ١٤٧ ه / ٧٦٤ م ، والحربية ببغداد محلة منسوبة إليه ، وبنى بأسفل الموصل قصرا لسكناه بقيت آثاره إلى زمن المؤرخ ابن كثير سنة ٦٣٠ ه.
(٤) زيادة أثبتناه لسلامة المعنى واتساق الكلام ، إذ دون هذه الواو يختلط نسب حرب بن عبد الله ونسب سليمان بن مجالد وهما في الأصل شخصيتان.