ورئيس. وقطيعة الحكم بن يوسف البلخي صاحب الحراب وقد كان ولي الشرطة.
ومن باب الشام في الشارع الأعظم الماد إلى الجسر الذي على دجلة سوق ذات اليمين وذات الشمال.
ثم ربض يعرف بدار الرقيق (١) كان فيه رقيق أبي جعفر الذين يباعون من الآفاق وكانوا مضمومين إلى الربيع مولاه.
ثم ربض الكرمانية والقائد بوزان بن خالد الكرماني ، ثم قطيعة الصغد ودار خرقاش الصغدي ، ثم قطيعة ماهان الصامغاني وأصحابه ، ثم قطيعة مرزبان أبي أسد بن مرزبان الفاريابي وأصحابه وأصحاب العمد ثم تنتهي إلى الجسر. فهذا الربع الذي تولاه حرب بن عبد الله مولى أمير المؤمنين والمهندس الحجاج بن يوسف.
والربع من باب خراسان إلى الجسر على دجلة وما بعد ذلك بإزائها الخلد (٢)
__________________
ـ يتلفّظون به. خوارزم ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها. وقد ذكروا في سبب تسميتها بهذا الاسم أن أحد الملوك القدماء غضب على أربعمائة من أهل مملكته ، وخاصّة حاشيته ، فأمر بنفيهم إلى موضع منقطع عن العمارات بحيث يكون بيهم وبين العمائر مائة فرسخ ، فلم يجدوا على هذه الصفة إلا موضع مدينة كاث ، وهي إحدى مدن خوارزم ، فجاؤوا بهم إلى هذا الموضع وتركوهم وذهبوا ، فلما كان بعد مدّة جرى ذكرهم على بال الملك ، فأمر قوما بكشف خبرهم ، فجاؤوا فوجدوهم قد بنوا أكواخا ووجدوهم يصيدون السمك ، وبه يتقوّتون ، وإذا حولهم حطب كثير ، فقالوا لهم : كيف حالكم؟ فقالوا : عندنا هذا اللحم ، وأشاروا إلى السمك ، وعندنا هذا الحطب فنحن نشوي هذا بهذا ونتقوّت به ، فرجعوا إلى الملك وأخبروه بذلك فسمّى ذلك الموضع خوارزم لأن اللحم بلغة الخوارزمية خوار ، والحطب رزم ، فصار خوارزم مخفّف فصار خوارزم استثقالا لتكرير الراء ، فأقرّ أولئك الذين نفاهم بذلك المكان وأقطعهم إيّاه ، وأرسل إليهم أربعمائة جارية تركية ، وأمدهم بطعام من الحنطة والشعير ، وأمرهم بالزرع والمقام هناك ، فلذلك في وجوههم أثر الترك ، وفي طباعهم أخلاق الترك ، وفيهم جلد وقوّة. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٥٢).
(١) دار الرقيق : محلة كانت ببغداد متصلة بالحريم الطاهري ، من الجانب الغربي ، ينسب إليها الرقيقي ، ويقال لها شارع دار الرقيق أيضا. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٨٠).
(٢) الخلد : موضع في بغداد على شاطىء دجلة ، بنى فيه المنصور قصره بعد فراغه من مدينته المدوّرة ، وكان موضع الخلد قديما ديرا فيه راهب ، وإنما اختار المنصور بناء قصره فيه لعلة البقّ ، وكان موضعا عذبا طيب الهواء لأنّه أشرف المواضع التي ببغداد كلها. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٣٦).