وافتتحت ماسبذان في خلافة عمر بن الخطاب ، وخراج هذا البلد يبلغ ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم ، وكلامهم بالفارسية.
ومن أراد من بغداد إلى حلوان (١) أخذ من جسر النهروان ذات اليسار فصار إلى دسكرة الملك (٢) ، وبها منازل لملوك الفرس عجيبة البناء جليلة حسنة.
ثم صار من دسكرة الملك إلى طرارستان (٣) ، وبها آثار لملوك الفرس عجيبة موصوفة.
وفيها أنهار بعضها فوق بعض معقودة بالجص والآجر ، وبعض تلك الأنهار يأخذ من القواطيل (٤) ، وبعضها يأخذ من النهروان ومن طرارستان إلى جلولاء الوقيعة (٥) ، وهي أول الجبل.
وفيها كانت الوقعة أيام عمر بن الخطاب بالفرس لما لحقهم سعد بن أبي
__________________
(١) حلوان : حلوان العراق ، وهي في آخر السواد مما يلي الجبال من بغداد ، وقيل : إنها سمّيت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وكان بعض الملوك أقطعه إيّاها فسميت به. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٣٣٤).
(٢) دسكرة الملك : قرية كبيرة ذات منبر بنواحي نهر الملك من غربي بغداد. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٥١٨).
(٣) طرارستان : لم نقف على ترجمتها أو معلومات تفيد في تعريفها ولعلها مدينة من مدن بلاد فارس ، وذلك استنادا إلى ما ورد في النصّ أن «بها آثار لملوك الفرس عجيبة موصوفة».
(٤) القواطيل : مفردها قاطول على وزن فاعول من القطل ، وهو القطع ، وقد قطلته أي قطعته ، والقطيل المقطول أي المقطوع : اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة ، وهو نهر كان في موضع من سامرّاء قبل أن تعمّر ، والرشيد أول من حفر في هذا النهر ، وبنى على فوّهته قصرا سمّاه أبا الجند لكثرة ما كان يسقي من الأرضين ، وجعله لأرزاق جنده. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٣٧).
(٥) جلولاء : طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان ، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ ، وهو نهر عظيم جدا يمتد إلى بعقوبا ، ويجري بين منازل أهل بعقوبا ، ويحمل السفن إلى باجسرا.
وبها كانت الوقيعة المشهورة للمسلمين على الفرس سنة ١٦ ه ، فاستباحهم المسلمون ، فسمّيت جلولاء الوقيعة لما أوقع بهم المسلمون.
وقال سيف : قتل الله ، عزّ وجل ، من الفرس يوم جلولاء مائة ألف فجلّلت القتلى المجال ما بين يديه وما خلفه ، فسميت جلولاء لما جلّلها من قتلاهم ، فهي جلولاء الوقيعة. (معجم البلدان ج ٢ / ص ١٨١).