السماع فقولهم في علانية للرجل المشهور علانون وفي ربعة للمعتدل القامة ربعون ، وأما القياس فعلى ما ورد من جمعه جمع تكسير وإن أدى أيضا إلى حذف التاء قال :
٧١ ـ وعقبة الأعقاب في الشّهر الأصمّ
وأجيب عن السماع بشذوذه وعن القياس بأن جمع التكسير يعقب تأنيثه التاء المحذوفة ، ولا تأنيث في جمع السلامة يعقبها على أن جمعه تكسيرا غير مسلم ؛ لأنه لم يرد منه سوى هذا البيت فلا يقاس عليه مع إمكان تأويله بجعل الأعقاب جمع عقبة بمعنى الاعتقاب لا العلم.
الشرط الثالث : أن يكون علما كزيد وعمرو ، أو مصغرا وإن لم يكن علما كرجيل وغليم وأحيمر وسكيران ، أو صفة تقبل تاء التأنيث إن قصد معناه كضارب ومؤمن وأرمل ، فلا يجمع هذا الجمع ما ليس واحدا من الثلاثة كرجل وفتى وغلام ، ولا صفة لا تقبل تاء التأنيث كأحمر وسكران وعانس وصبور وجريح وقتيل ، ولا صفة تقبلها لا لمعنى التأنيث كملول وملولة وفروق وفروقة فإن التاء في نحو : ذلك للمبالغة لا للتأنيث ، قال أبو حيان : نعم بقي صفة لا تقبل التاء وتجمع كذلك بلا خلاف وهو ما كان خاصا بالمذكر كمخصي ، وأفعل التفضيل المعرف باللام ، والمضاف إلى نكرة نحو : الأفضلون وأفضلو بني فلان فإن تأنيثه بالألف ، وجوز الكوفيون جمع صفة لا تقبل التاء كقوله :
٧٢ ـ منّا الذي هو ما إن طرّ شاربه |
|
والعانسون ومنّا المرد والشّيب |
وقوله :
٧٣ ـ فما وجدت نساء بني نزار |
|
حلائل أسودين وأحمرينا |
__________________
٧١ ـ الرجز بلا نسبة في اللسان ١٤ / ٤٧٢ ، مادة (صوي) ، والإنصاف ص ٤٠ ، والخزانة ٨ / ١٠ ، ١٢ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٤٩.
٧٢ ـ البيت من البسيط ، وهو لأبي قيس بن رفاعة في إصلاح المنطق ص ٣٤١ ، واللسان ٦ / ١٤٩ ، مادة (عنس) ، وله أو لأبي قيس بن الأسلت في شرح شواهد المغني ص ٧١٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٦٧ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ٩٧ ، وأمالي القالي ص ٧١٦ ، وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٣٨ ، وسر صناعة الإعراب ص ٦٨٣ ، وشرح الأشموني ١ / ٣٥ ، ومغني اللبيب ص ٣٠٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٩١.
٧٣ ـ البيت من الوافر ، وهو للكميت بن زيد في ديوانه ٢ / ١١٦ ، والمقرب ٢ / ٥٠ ، وللحكيم الأعور بن عياش الكلبي في الخزانة ١ / ١٧٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٤٣ ، وبلا نسبة في الخزانة ٨ / ١٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٨٢.