أي : رافده ؛ لأن العراق ليس له إلا رافد واحد ، ومنه لبيك وإخوته فإنه لفظ مثنى وضع موضع الجمع ، قالوا : شابت مفارقه ، وليس له إلا مفرق واحد ، وعظيم المناكب وغليظ الحواجب والوجنات والمرافق وعظيمة الأوراك ، فكل هذا مسموع لا يقاس عليه ، وقاسه الكوفيون وابن مالك إذا أمن اللبس ، وهو ماش على قاعدة الكوفيين من القياس على الشاذ والنادر ، قال أبو حيان : ولو قيس شيء من هذا لالتبست الدلالات واختلطت الموضوعات.
والثاني ما أضيف إلى متضمنه وهو مثنى لفظا نحو : قطعت رؤوس الكبشين ، أي : رأسيهما ، أو معنى نحو :
١٠١ ـ كفاغري الافواه عند عرين |
|
... |
أي : كأسدين فاغرين أفواهما عند عرينهما ، فإن مثل ذلك ورد فيه الجمع والإفراد والتثنية ، فمن الأول قوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [التحريم : ٤] ، وقرأ ابن مسعود : والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما [المائدة : ٣٨] ، ومن الإفراد قراءة الحسن : بدت لهما سواتهما [الأعراف : ٢٢] ، ومن التثنية قراءة الجمهور : سوءاتهما ، فطرد ابن مالك قياس الجمع والإفراد أيضا لفهم المعنى ، وخص الجمهور القياس بالجمع ، وقصروا الإفراد على ما ورد ، وإنما وافق الجمهور على قياس الجمع كراهة اجتماع تثنيتين مع فهم المعنى ، ولذلك شرط ألا يكون لكل واحد من المضاف إليه إلا شيء واحد ؛ لأنه إن كان له أكثر التبس فلا يجوز في قطعت أذني الزيدين الإتيان بالجمع ولا الإفراد للإلباس ، ومن أمثلة ذلك :
١٠٢ ـ حمامة بطن الواديين ترنّمي
أي : بطني.
١٠٣ ـ بما في فؤادينا من الهمّ والهوى
__________________
١٠١ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في حاشية ياسين ٢ / ١٢٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٤٢.
١٠٢ ـ البيت من الطويل ، وهو للشماخ في ديوانه ص ٤٣٨ ، ٤٤٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٨٦ ، وللمجنون في ديوانه ص ١١٣ ، ولتوبة بن الحمير في الأغاني ١١ / ١٩٨ ، وأمالي القالي ١ / ٨٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٠٣ ، والمقرب ٢ / ١٢٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٩٧.
١٠٣ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ٢ / ٢٥ ، وجمهرة أشعار العرب ص ٨٧٨ ، والكتاب ٣ / ٦٢٣ ، وبلا نسبة في شرح المفصل ٤ / ١٥٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٧٣.