الثالث : الواو لجمع الذكور مخاطبين أو غائبين كاضربوا وضربوا ويضربون وتضربون.
الرابع : الألف للمثنى مذكرا كان أو مؤنثا ، مخاطبا أو غائبا كاضربا وضربا ويضربان وتضربان ، فقولي : لغير متكلم يشمل المخاطب والغائب ، وهو عائد للثلاثة.
الخامس : الياء وهي للمخاطبة نحو : اضربي وأنت تضربين.
وقيل : الأربعة النون والألف والواو والياء حروف علامات كتاء التأنيث في قامت ، لا ضمائر والفاعل ضمير مستكن في الفعل وعليه المازني ، ووافقه الأخفش في الياء ، وشبهة المازني أن الضمير لما استكن في فعل وفعلت استكن في التثنية والجمع ، وجيء بالعلامات للفرق كما جيء بالتاء في فعلت للفرق ، وشبهة الأخفش أن فاعل المضارع المفرد لا يبرز ، بل يفرق بين المذكر والمؤنث بالتاء أول الفعل في الغيبة ، ولما كان الخطاب بالتاء في الحالتين احتيج إلى الفرق فجعلت الياء علامة للمؤنث ، ورد بأنها لو كانت حروفا لسكنت النون ولم يسكن آخر الفعل لها ، ولثبتت الياء في التثنية كتاء التأنيث ، وبأن علامة التأنيث لم تلحق آخر المضارع في موضع.
ومنها ما يقع منصوبا ومجرورا وهو ثلاثة ألفاظ : الكاف لخطاب المذكر مفتوحة والمؤنث مكسورة نحو : ضربك ومر بك ، والهاء للغائب المذكر نحو : ضربني ومر به ، والياء للمتكلم نحو : ضربني ومر بي.
ومنها ما يقع مرفوعا ومنصوبا ومجرورا ، وهو نا للمتكلم ومن معه أو المعظم نفسه نحو : قمنا وضربنا ومر بنا ، ثم حكم هذا القسم أعني الضمير المتصل أنه لا يبتدأ به ولا يقع بعد إلا إلا في الضرورة كقوله :
١٣١ ـ أن لا يجاورنا إلّاك ديّار
وأجاز جماعة وقوعه بعد إلا في الاختيار منهم ابن الأنباري.
__________________
١٣١ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٢٩ ، وأمالي ابن الحاجب ص ٣٨٥ ، وأوضح المسالك ١ / ٨٣ ، وتخليص الشواهد ص ١٠٠ ، والخزانة ٥ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٣٢٥ ، والخصائص ١ / ٣٠٧ ، ٢ / ١٩٥ ، وشرح الأشموني ١ / ٤٨ ، ١ / ١٠٩ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٤٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٧٤.