(ص) ويسكن آخر مسند إلى التاء والنون ونا ، ويحذف آخر معتل قبله وتنقل حركته لفاء ماض ثلاثي ، وتبدل الفتحة بمجانس ، ويحذف آخر معتل مسند إلى الواو والياء ، ويحرك الباقي بمجانس لا محذوف الألف ، والأصح أن فتحة فعلا هي الأصلية.
(ش) إذا أسند الفعل إلى التاء والنون ونا سكن آخره كضربت وضربن ويضربن واضربن وضربنا ، وعلة الإسكان عند الأكثر كراهة توالي أربعة حركات فيما هو كالكلمة الواحدة ؛ لأن الفاعل كجزء من فعله ، وحمل المضارع على الماضي ، وأما الأمر فيسكن استصحابا ، وضعف ابن مالك هذه العلة بأنها قاصرة ؛ إذ لا يوجد التوالي إلا في الثلاثي الصحيح ، وبعض الخماسي نحو : انطلق ، والكثير لا يتوالى فيه فمراعاته أولى ، وبأن تواليها لم يهمل بدليل علبط وعرتن وجندل ولو كان مقصود الإهمال وضعا لم يتعرضوا له دون ضرورة ولسدوا باب التأنيث بالتاء نحو : شجرة.
قال : وإنما سببه تمييز الفاعل من المفعول في نحو : أكرمنا وأكرمنا ، ثم حملت التاء والنون على نا للمساواة في الرفع والاتصال وعدم الاعتلال. قال أبو حيان : والأولى الإضراب عن هذه التعاليل ؛ لأنها تخرّص على العرب في موضوعات كلامها ، والتعبير بآخر مسند أولى من لامه ؛ لأنه قد يكون حرفا زائدا للإلحاق نحو : اغرنديت قاله أبو حيان ، فإن كان ما قبل آخر المسند معتلا حذف لالتقاء الساكنين نحو : خفت ولا تخفن وخفن ، وتنقل حركة ذلك الحرف المحذوف المعتل التي كانت له قبل اعتلاله إلى فاء الماضي الثلاثي نحو : خفت وطلت ؛ إذ الأصل خوف وطول مراعاة لبيان البنية ، ولا تنقل في المضارع ولا في الأمر ، بل يقتصر فيهما على الحذف ، هذا إذا كانت حركة المعتل ضمة أو كسرة فإن كانت فتحة لم تنقل ؛ لأن ذلك لا يدل على البنية ؛ لأن أول الفعل مفتوح قبل النقل ، بل تبدل حركة تجانس الحرف المحذوف ، وتنقل إلى الفاء ، فإن كان واوا أبدلت ضمة كقلت ، أو ياء أبدلت كسرة كبعت ، وإذا أسند إلى الواو والياء فمعلوم أن حركة آخر الفعل مجانسة للضمير كيضربون وتضربين ، فإن كان معتلا حذف لالتقاء الساكنين وهما حرف العلة والضمير ، ثم له صور :
الأولى : أن يكون آخر المسند إلى الواو واوا كتدعون يا قوم ، فقبل الضمير ضمة وهي حركة مجانسة ، وهي أصلية لا مجتلبة.