قد يأتي مفردا مذكرا ، والأحسن في غير العاقل تاء وهاء في الكثرة ، ونون في القلة ، وفي العاقلات نون مطلقا.
(ش) لا يعود على جمع المذكر السالم ضمير إلا الواو نحو : الزيدون خرجوا ، ولا يجوز أن يعود عليه التاء على التأويل بجماعة ، وأما جمع التكسير لمذكر فيعود عليه الواو نحو : الرجال خرجوا ، والتاء على التأويل بجماعة نحو : الرجال خرجت ، ومنه : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) [المرسلات : ١١] ، واسم الجمع يعود عليه الواو نحو : الرهط خرجوا والركب سافروا ، أو ضمير الفرد نحو : الرهط خرج والركب سافر ، وقد تأتي النون موضع الواو للمشاكلة كحديث : «اللهم رب السموات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن» (١) ، والأصل : وما أضلوا ، وإنما عدل عنه لمشاكلة أظللن وأقللن ، كما في «لا دريت ولا تليت» (٢) ، و «مأزورات غير مأجورات» (٣) ، وضمير المثنى والجمع المؤنث بعد أفعل التفضيل كغيره نحو : أحسن الرجلين وأجملهما وأحسن النساء وأجملهن.
وقيل : يجوز فيه حينئذ الإفراد والتذكير ، كحديث : «خير النساء صوالح قريش أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده» ، وقول الشاعر :
١٣٩ ـ وميّة أحسن الثّقلين جيدا |
|
وسالفة وأحسنه قذالا |
وهذا رأي ابن مالك ، ورده أبو حيان بأن سيبويه نص على أن ذلك شاذ اقتصر فيه على السماع ، ولا يقاس عليه ، والأحسن في جمع المؤنث غير العاقل إن كان للكثرة أن يؤتى بالتاء وحدها في الرفع ، وهاء مع التاء في غيره ، وإن كان للقلة أن يؤتى بالنون
__________________
١٣٩ ـ البيت من الوافر ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ١٥٢١ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١٠٦ ، والخزانة ٩ / ٣٩٣ ، والخصائص ٢ / ٤١٩ ، وشرح المفصل ٦ / ٩٦ ، واللسان ، مادة (ثقل) ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣٤٩ ، ورصف المباني ص ١٦٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٥٣٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٣٧.
(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى ٥ / ٢٥٦ (٨٨٢٦) ، وابن حبان في صحيحه ٦ / ٤٢٥ (٢٧٠٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه ، كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز (١٥٧٨) ، والبيهقي في سننه الكبرى ٤ / ٧٧ (٦٩٩٣).
(٣) أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ، باب إلى من ينكح وأي النساء خير (٥٠٨٢) ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل نساء قريش (٢٥٢٧).