الألف من الضمير بدليل حذفها وصلا هذا مذهب البصريين ، ومذهب الكوفيين واختاره ابن مالك أن الضمير هو المجموع بدليل إثبات الألف وصلا في لغة ، قالوا : والهاء في أنه بدل من الألف ، وفي الألف لغات إثباتها وصلا ووقفا ، وهي لغة تميم ، وبها قرأ نافع ، وقال أبو النجم :
١٤١ ـ أنا أبو النّجم وشعري شعري
وحذفها فيهما وحذفها وصلا وإثباتها وقفا وهي الفصحى ولغة الحجاز ، وإذا أريد الخطاب زيد عليه تاء لفظا وهي حرف خطاب لا اسم ، وهي كالتاء الاسمية فتفتح في المذكر وتكسر في المؤنث ، فيقال : أنت وأنت ، وتصرف فتوصل بميم في جمع المذكر كأنتم ، وبميم وألف في المثنى كأنتما ، وبنون في جمع الإناث كأنتن ، وتضم التاء في الثلاثة لما تقدم هذا مذهب البصريين ، وذهب الفراء إلى أن الضمير مجموع أن والتاء ، وذهب ابن كيسان إلى أن الضمير في هذه المواضع التاء فقط وهي تاء فعلت ، وكثرت بأن ، وزيدت الميم للتقوية ، والألف للتثنية ، والنون للتأنيث ، وردّ بأن التاء على ما ذكر للمتكلم ومناف للخطاب.
وذهب بعض المتقدمين إلى أن أنا مركب من ألف أقوم ونون نقوم ، وأنت مركب من ألف أقوم ونون نقوم وتاء تقوم ، وردها أبو حيان.
وفي شرح «التسهيل» لأبي حيان : قال سيبويه نصا : لا تقع أنا في موضع التاء التي في فعلت لا يجوز أن يقال : فعل أنا ؛ لأنهم استغنوا بالتاء عن أنا ، وأجاز غير سيبويه فعل أنا ، واختلف مجيزوه فمنهم من قصره على الشعر ، وعليه الجرمي ، ومنهم من أجازه في الشعر وغيره ، وعليه المبرد وادعى أن إجازته على معنى ليس في المتصل ؛ لأنه يدخله معنى النفي والإيجاب ومعناه ما قام إلا أنا ، وأنشد الأخفش الصغير تقوية لذلك :
١٤٢ ـ أصرمت حبل الحي أم صرموا |
|
يا صاح ، بل صرم الحبال هم |
انتهى.
__________________
١٤١ ـ الرجز لأبي العجلي في ديوانه ص ٩٩ ، والأغاني ٢٢ / ٣٣٩ ، (دار الكتب) ، ومعاهد التنصيص ص ٢٦ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٤٤ ، والخزانة ١ / ٤٣٩ ، والخصائص ٣ / ٣٣٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٦١٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٤٧ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٦٩.
١٤٢ ـ البيت من الكامل ، تفرد به السيوطي ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٧٣.