وحذفها ضرورة كالبيتين السابقين ، وقد تستعمل هذه الضمائر المنفصلة مجرورة ، حكي : أنا كأنت وكهو ، وقال :
١٥٢ ـ فلو لا المعافاة كنّا كهم |
|
... |
(ص) وللنصب إيا ، ويليه دليل مراد به من متكلم وغيره اسما مضافا إليه عند الخليل ، وحرفا عند سيبويه وهو المختار ، وقيل : اللواحق هي الضمائر وإيا حرف دعامة ، وقيل : اسم ظاهر مضافا ، وقيل : بين الظاهر والمضمر ، وقيل : المجموع الضمير ، والصواب أن إيا غير مشتقة ، وقد تخفف كسرا وفتحا مع همزة وهاء.
(ش) النوع الثاني من المضمر المنفصل ما للنصب وهو لفظ واحد وذلك إيا ، ويليه دليل ما يراد به من متكلم أو مخاطب أو غائب إفرادا وتثنية وجمعا تذكيرا وتأنيثا ، فيقال : إياي ، إيانا ، إياك ، إياك ، إياكما ، إياكم ، إياكن ، إياه ، إياها ، إياهما ، إياهم ، إياهن ، وهذه اللواحق حروف تبين الحال كاللاحقة في أنت وأنتما وأنتم وأنتن ، وكاللواحق في اسم الإشارة هذا مذهب سيبويه والفارسي ، وعزاه صاحب «البديع» إلى الأخفش.
قال أبو حيان : وهو الذي صححه أصحابنا وشيوخنا ، وذهب الخليل والمازني واختاره ابن مالك إلى أنها أسماء مضمرة أضيف إليها الضمير الذي هو إيا ؛ لظهور الإضافة في قوله : فإياه وإيا الشواب ، وهو مردود لشذوذه ، ولم تعهد إضافة الضمائر.
قال أبو حيان : ولو كانت إيا مضافة لزم إعرابها ؛ لأنها ملازمة لما ادعوا إضافتها إليه ، والمبني إذا لزم الإضافة أعرب كأي ، بل أولى ؛ لأن إيا لا تنفك ، وأي قد تنفك عن الإضافة ، وذهب الفراء إلى أن اللواحق هي الضمائر فإيا حرف زيد دعامة يعتمد عليها اللواحق لتنفصل عن المتصل ، ووافقه الزجاج في أن اللواحق ضمائر إلا أنه قال : إن إيا اسم ظاهر أضيف إلى اللواحق فهي في موضع جر به ، وقال ابن درستويه : إنه بين الظاهر والمضمر ، وقال الكوفيون : مجموع إيا ولواحقها هو الضمير فهذه ستة مذاهب.
وإيا على اختلاف هذه الأقوال ليست مشتقة من شيء وذهب أبو عبيدة وغيره إلى أنها مشتقة ، ثم اختلف فقيل : اشتقاقها من لفظ أو من قوله :
__________________
١٥٢ ـ البيت من المتقارب ، ولم يرد في المصادر النحوية الأخرى ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٧٤.