الثانية عشرة : أن يلي اللام الفارقة كقوله :
١٦٣ ـ إن وجدت الصّديق حقّا لإيّا |
|
ك فمرني فلن أزال مطيعا |
الثالثة عشرة : أن ينصبه عامل في مضمر قبله غير مرفوع إن اتحدا رتبة نحو : علمتني إياي وعلمتك إياك وعلمته إياه ، بخلاف ما لو كان الضمير الأول مرفوعا كالتاء من علمتني ، فإنه لا يجوز فصل الياء بعدها ، وأما إذا لم يتحدا بأن كان أحدهما لمتكلم أو لمخاطب أو لغائب ، والآخر لغيره ، فإن الفصل حينئذ لا يتعين ، بل يجوز الوصل والفصل نحو : الدرهم أعطيتكه وأعطيتك إياه ، نعم قد يتحدان في الرتبة ولا يتعين الفصل ، وذلك إذا كان لغائب ، واختلف لفظهما حكى الكسائي هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموها ، وقال الشاعر :
١٦٤ ـ بوجهك في الإحسان بسط وبهجة |
|
أنالهماه قفو أكرم والد |
ومع ذلك فالفصل أكثر وأحسن ، فإن لم يختلف اللفظان تعين الفصل وإذا اجتمع ضميران فأكثر متصلة فإن اختلفت الرتبة وجب غالبا تقديم الأخص ، فيقدم المتكلم ثم المخاطب ثم الغائب نحو : الدرهم أعطيتكه ، فإن أخر الأخص تعين الفصل نحو : الدرهم أعطيته إياك ، وندر قول عثمان : «أراهمني الباطل شيطانا» (١) ، والقياس : أرانيه.
وذهب المبرد وكثير من القدماء إلى أن الفصل مع التأخير أحسن لا واجب ، وأن الاتصال أيضا جائز نحو : أعطيتهوك.
وذهب الفراء إلى تعين الانفصال إلا أن يكون ضمير مثنى أو ضمير جماعة ذكور فيجوز إذ ذاك الاتصال ، والانفصال أحسن نحو : الدرهمان أعيطتهماك والغلمان أعطيتهموك ، ووافق الكسائي والفراء ، وزاد جواز الاتصال إذا كان الأول ضمير جماعة الإناث نحو : الدراهم أعطيتهنكن وإذا كان الفعل يتعدى لاثنين ليس ثانيهما خبرا في
__________________
١٦٣ ـ البيت من الخفيف ، وهو بلا نسبة في المقاصد النحوية ١ / ٣٠١ ، وشرح التصريح ١ / ١٠٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١٢.
١٦٤ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ١٠٥ ، وتخليص الشواهد ص ٩٧ ، وتذكرة النحاة ص ٥٠ ، وشرح الأشموني ١ / ٥٤ ، وشرح التصريح ١ / ١٠٩ ، والمقاصد النحوية ١ / ٣٤٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٦٨.
(١) ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث ٢ / ٧٨.