الثانية : مسميات الأعلام أولو العلم من الملائكة والإنس والجن كجبريل وزيد والولهان ، وما يحتاج إلى تعيينه من المألوفات كالسور والكتب والكواكب والأمكنة والخيل والبغال والحمير والإبل والغنم والكلاب والسلاح والملابس : كالبقرة والكامل وزحل ومكة وسكاب ودلدل ويعفور وشذقم وهيلة وواشق وذي الفقار ، وأنواع معان كبرة للمبرة وفجار للفجرة ويسار للميسرة وخياب بن هياب للخسران ، وأنواع أعيان لا تؤلف غالبا كأبي الحارث وأسامة للأسد وأبي جعدة وذؤالة للذئب ، وندر مجيئها لأعيان مألوفة ، كأبي الدغفاء للأحمق وهيان بن بيان للمجهول شخصا ونسبا ، وقنور بن قنور لنوع العبد ، واقعدي وقومي لنوع الأمة ، وأبي المضاء لنوع الفرس ، ومن النوعي ما لا يلزم التعريف.
قال ابن مالك : «لما كان لهذا الصنف من الأعلام خصوص من وجه وشياع من وجه جاز في بعضها أن يستعمل تارة معرفة ، فيعطي لفظه ما يعطاه المعارف الشخصية ، وأن يستعمل تارة نكرة فيعطى لفظه ما يعطاه النكرات ، ونعني بالنوعي نوعي المعاني والطريق فيه السماع ، فجاء من ذلك فينة وبكرة وغدوة وعشية ، تقول : فلان يأتينا فينة بلا تنوين ، أي : الحين دون الحين ، وفينة بالتنوين ، أي : حينا دون حين ، وكذلك يتعهدنا غدوة وبكرة وعشية بلا تنوين إذا قصدت الأوقات المعبر عنها بهذه الأسماء ، وبالتنوين ، أي : بكرة من البكر والمراد واحد وإن اختلف التقديران ، ولم يسمع ذلك في نوعي الأعيان ، بل ما جاء منه ملتزم تعريفه كأسامة وذؤالة» انتهى.
قلت : ومن أمثلة فينة حديث : «للمؤمن ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة» (١) ، فأدخل عليه اللام وذلك فرع التنكير.
الثالثة : من الأعلام الأمثلة الموزون بها ؛ لأنها دالة على المراد دلالة متضمنة الإشارة إلى حروفه وهيئته ، ولذلك تقع النكرة بعدها حالا وتوصف بالمعرفة كقولنا : لا ينصرف فعل المعدول ويصرف فعل غير معدول.
ثم هي أربعة أقسام :
قسم ينصرف معرفة ونكرة نحو : فاعل إذ ليس فيه سبب يمنع مع العلمية.
وقسم لا ينصرف معرفة وينصرف نكرة : وهو ما كان بتاء التأنيث كفعلة أو على وزن
__________________
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١١ / ٣٠٤ (١١٨١٠) ، والبيهقي في الشعب ٥ / ٤١٩ (٧١٢٤).