في حقائقها واقع بخلاف العدد ، فإن حقائقه لا تختلف ، ونعني : بالاختلاف أن الرطل والقدح مثلا يختلف باختلاف المواضع.
الخامسة : مذهب الجمهور أن أسماء الأيام أعلام توهمت فيها الصفة فدخلت عليها (أل) التي للمح كالحارث والعباس ، ثم غلبت فصارت كالدبران فالسبت مشتق من معنى القطع ، والجمعة من الاجتماع ، وباقيها من الواحد والثاني والثالث والرابع والخامس ، وخالف المبرد فقال : إنها غير أعلام ، ولا ماتها للتعريف فإذا زالت صارت نكرات.
السادسة : كنت العرب عن علم المذكر العاقل نحو : زيد بفلان ، وعن كنيته بأبي فلان أو ابن فلان ، وعن علم المؤنث العاقل نحو : هند بفلانة ، وعن كنيتها بأم فلان أو أم فلانة ، وفلان وفلانة علمان ، لا يثنيان ولا يجمعان ، وأمرهما غريب في لحاق التاء للمؤنث وهو علم ، وإنما تلحق للفرق بين الصفات ، والدليل على أنه علم منع مؤنثه من الصرف في قوله :
١٩٥ ـ فلانة أضحت خلّة لفلان
وكنوا عن علم ما لا يعقل بالفلان في المذكر والفلانة في المؤنث فزادوا (أل) فرقا بين العاقل وغيره ، وفي" تهذيب الأسماء واللغات" للنووي : أنه وقع في الحديث بغير لام فيما لا يعقل أخرجه ابن حبان والبيهقي وأبو يعلى عن ابن عباس قال : ماتت شاة لسودة ، فقالت : يا رسول الله ، ماتت فلانة ، تعني : الشاة ..» (١) الحديث.
وكنوا عن اسم جنس غير العلم ب : (هن) في المذكر ، و (هنة) بفتح النون ، و (هنت) بسكونها في المؤنث ، ولا يكنى به عن علم عاقل أو غيره كأسامة ، قاله الشلوبين والخضراوي وابن مالك وغيرهم ، وقال أبو عمرو : يكنى به عن علم ما لا يعقل ، وقال بعضهم : يكنى به عن علم العاقل أيضا كقوله :
١٩٦ ـ الله أعطاك فضلا من عطيّته |
|
على هن وهن فيما مضى وهن |
__________________
١٩٥ ـ ذكر في نسخة العلمية بدون شرح.
١٩٦ ـ البيت من البسيط ، وهو لابن هرمة في ديوانه ص ٢٢٣ ، والخزانة ٧ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، ومجالس ثعلب ص ٢٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٣٤.
(١) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٤ / ٢٢٢ (٢٣٣٤) ، وابن حبان في صحيحه ٤ / ٩٨ (١٢٨١) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ١٨ (٥٧).