(ش) فيه مسائل :
الأولى : تصحب هاء التنبيه المجرد من الكاف كثيرا نحو : هذا وهذي ، والمقترن بالكاف دون اللام قليلا كقوله :
٢٠٤ ـ ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد
وقوله :
٢٠٥ ـ قد احتملت ميّ فهاتيك دارها
ولا تدخل مع اللام بحال فلا يقال : هذالك ، وعلله ابن مالك بأن العرب كرهت كثرة الزوائد ، وقال غيره : الهاء تنبيه واللام تنبيه فلا يجتمعان ، وقال السهيلي : اللام تدل على بعد المشار إليه وأكثر ما يقال للغائب وما ليس بحضرة المخاطب ، وها تنبيه للمخاطب لينظر وإنما ينظر إلى ما بحضرته لا إلى ما غاب عن نظره ، فلذلك لم يجتمعا ، قال ابن مالك : ولا يدخل على المقرون بالكاف في المثنى والجمع ، فلا يقال : هذانك ، قال : لأن واحدهما ذاك وذلك فحمل على ذلك مثناه وجمعه ؛ لأنهما فرعاه وحمل عليهما مثنى ذلك وجمعه لتساويهما لفظا ومعنى.
قال أبو حيان : وهذا بناء على ما اختاره من أنه ليس للمشار إليه إلا مرتبتان وقد ورد السماع بخلاف ما قال في قوله :
٢٠٦ ـ من هؤليّائكنّ الضال والسّمر
وهو تصغير هؤلائكن ، وزعم ابن يسعون أن تي في المؤنث لا تستعمل إلا بهاء في أولها ، وبالكاف في آخرها.
__________________
٢٠٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٣١ ، وتخليص الشواهد ص ١٢٥ ، وجمهرة اللغة ص ٧٥٤ ، والجنى الداني ص ٣٤٧ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤١٠ ، واللسان ، مادة (غبر ، بني) ، والتاج ، مادة (غبر ، طرف) ، وأساس البلاغة ، مادة (غبر) ، وعمدة الحفاظ ، مادة (غبر) ، والمقاييس ١ / ٣٠٤ ، ٤ / ٤٠٩ ، وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٢١٤ ، وشرح الأشموني ١ / ٦٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٧٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٥٤.
٢٠٥ ـ البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ٤٥٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٩٧.
٢٠٦ ـ تقدم برقم ٢٠١.