الثانية : تفصل هاء التنبيه من اسم الإشارة بأنا وأخواته من ضمائر الرفع المنفصلة كثيرا نحو : ها أنا ذا وها نحن أولاء ، قال تعالى : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ) [آل عمران : ١١٩] ، وبغير الضمائر المذكورة قليلا كقوله :
٢٠٧ ـ تعلّمن ها لعمر الله ذا قسما
وقوله :
٢٠٨ ـ فقلت لهم : هذا لها ، ها وذا ليا
ففصل بالواو ، وقد تعاد ها بعد الفصل توكيدا ذكره ابن مالك ومثله بقوله تعالى : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [آل عمران : ٦٦] ، قال أبو حيان : وهذا مخالف لظاهر كلام سيبويه ، فإنه جعل ها السابقة في الآية في منزلتها للتنبيه المجرد غير مصحوبة لاسم الإشارة ، لا أنها مقدمة على الضمير من الإشارة.
الثالثة : لا خلاف بين النحويين أن كاف الخطاب المصاحبة لأسماء الإشارة حرف يبين أحوال المخاطب من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث ، فيتصرّف كالاسمية بالفتح والكسر ولحوق الميم والألف والنون نحو : ذلك ذلك ذلكما ذلكم ذلكنّ وذاك ذاك ذاكما ذاكم ذاكنّ ، وقد يكتفى في خطاب الجمع المذكر بكاف الخطاب مفتوحة كما يخاطب المفرد المذكر قال تعالى : (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ) [البقرة : ٨٥] ، و (ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ) [المجادلة : ١٢] ، وذكر ابن الباذش لإفراد الكاف إذا خوطب به جماعة تأويلين :
أحدهما : أن يقبل بالخطاب على واحد من الجماعة لجلالته والمراد له ولهم.
والثاني : أن يخاطب الكل ويقدر اسم مفرد من أسماء الجموع يقع على الجماعة تقديره ذلك يوعظ به يا فريق ويا جمع ونحو ذلك.
قال ابن مالك : وقد يستغنى عن الميم في الجمع بإشباع ضمة الكاف كقوله :
__________________
٢٠٧ ـ البيت من البسيط ، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ١٨٢ ، والخزانة ٥ / ٤٥١ ، و ١٠ / ٤١ ، ٤٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٤٦ ، والكتاب ٣ / ٥٠٠ ، ٥١٠ ، واللسان والتاج ، مادة (سلك ، ها) ، وبلا نسبة في الخزانة ١ / ١٩٤ ، والمقتضب ٢ / ٣٢٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٢١.
٢٠٨ ـ البيت من الطويل ، وهو للبيد بن ربيعة في ملحق ديوانه ص ٣٦٠ ، والخزانة ٥ / ٤٦١ ، وشرح المفصل ٨ / ١١٤ ، وبلا نسبة في الخزانة ١١ / ١٩٤ ، ١٩٦ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٤٤ ، والكتاب ٢ / ٣٥٤ ، والمقتضب ٢ / ٣٢٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٨٣.