بفعل متصرف ، وقال أبو حيان : إلا الأمر ، وكي ، وتوصل بمضارع مقرونة بلام التعليل لفظا أو تقديرا ، وأنّ وتوصل بمبتدأ وخبر ، ولو التالية غالبا مفهم تمنّ أثبت مصدريتها الفراء والفارسي والتبريزي وأبو البقاء وابن مالك ، ومنعه الجمهور ، وما وزعمها قوم اسما ، ويوصلان بمتصرف غير أمر ، والأكثر بماض ، وجوز قوم وصل ما بجملة اسمية ، وثالثها إن نابت عن الظرف ، وشرط قوم صحة الذي محلها ، والسهيلي : كون وصلها غير خاص ، وتنوب عن زمان ، قيل : وتشاركها أن.
(ش) الموصول قسمان : حرفي واسمي ، والثاني هو المقصود بالباب ؛ لأنه المعرفة ، وذكر الأول استطرادا ، وبدئ به ؛ لأن الكلام فيه أخصر وذاك يستتبع أحكاما وفروعا كثيرة.
وضابط الموصول الحرفي : أن يؤول مع صلته بمصدر ، وهو خمسة أحرف :
أحدها : أن بالفتح والسكون : وهي الناصبة للمضارع ، وتوصل بالفعل المتصرف ماضيا كان أم مضارعا أم أمرا نحو : أعجبني أن قمت وأريد أن تقوم وكتبت إليه بأن قم ، ونص سيبويه على وصلها بالأمر ، والدليل على أنها مصدرية دخول حرف الجر عليها ، وقال أبو حيان : «جميع ما استدلوا به على وصلها بفعل الأمر يحتمل أن تكون التفسيرية ، ولا يقوى عندي وصلها به لأمرين :
أحدهما : أنها إذا سبكت والفعل بمصدر فات معنى الأمر المطلوب.
والثاني : أنه لا يوجد في كلامهم يعجبني أن قم ، ولا أحببت أن قم ولا يجوز ذلك ، ولو كانت توصل به لجاز ذلك كالماضي والمضارع» انتهى.
أما الجامد : كعسى وهب وتعلم فلا توصل به اتفاقا.
الثاني : كي وتوصل بالمضارع ولكونها بمعنى التعليل لزم اقترانها باللام ظاهرة أو مقدرة نحو : جئت لكي تكرمني أو كي تكرمني.
الثالث : أنّ بالفتح والتشديد إحدى أخوات إن ، وتوصل باسمها وخبرها نحو : يعجبني أن زيدا قائم ، وهذه الثلاثة متفق عليها.
الرابع : لو التالية غالبا مفهم تمن ، واختلف فيها فالجمهور أنها لا تكون مصدرية ، بل تلازم التعليق ويؤيد ذلك أنه لم يسمع دخول حرف جر عليها ، وذهب الفراء والفارسي والتبريزي وأبو البقاء وابن مالك إلى أنها قد تكون مصدرية فلا تحتاج إلى جواب ،