وخرجوا على ذلك : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ) [البقرة : ٩٦] ، (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ) [القلم : ٩] ، ومفهم تمن يشمل ود ويود وأحب وأتمنى وأختار ، والمسموع ود ويود ، ومن استعمالها دون مفهم تمن نادرا :
٢٢٥ ـ ما كان ضرّك لو مننت
وإنما توصل بفعل متصرف غير أمر.
الخامس : ما خلافا لقوم منهم المبرد والمازني والسهيلي وابن السراج والأخفش في قولهم : إنها اسم مفتقرة إلى ضمير ، وإنك إذا قلت : يعجبني ما قمت فتقديره القيام الذي قمته ، وعلى رأي الجمهور إنما توصل بفعل متصرف غير أمر ، والأكثر كونه ماضيا نحو : (بِما رَحُبَتْ) [التوبة : ٢٥] ، ومن المضارع : (لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ) [النحل : ١١٦] ، أي : الوصف ، وجوز قوم منهم السيرافي والأعلم وابن خروف وصلها بجملة اسمية كقوله :
٢٢٦ ـ كما دماؤكم تشفي من الكلب
والجمهور منعوا ذلك وقالوا : هي في البيت كافة ، وقيل : يجوز في حال ينابتها عن ظرف الزمان وسيأتي ، وذكر في «البسيط». أنها لا تكون سابكة إلا حيث يصح حلول الموصول محلها ؛ لأن الموصولة سابكة في المعنى ؛ لأنك تسبك بها الجملة إلى الوصف بالمفرد قال أبو حيان : ويرده قوله :
٢٢٧ ـ يسرّ المرء ما ذهب اللّيالي
أي : ذهاب الليالي ، ولا يصح فيه الموصول ، وقال السهيلي : إن صلة ما لا بد أن يكون فعلا غير خاص ، بل مبهما يحتمل التنويع نحو : ما صنعت ، ولا تقول : ما جلست،
__________________
٢٢٥ ـ البيت من الكامل ، وهو لقتيلة بنت النضر في الجنى الداني ص ٢٨٨ ، والخزانة ١١ / ٢٣٩ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٩٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٤٨ ، واللسان ، مادة (غيظ ، حنق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٧١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٢٢٣ ، وتذكرة النحاة ص ٣٨ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٦٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٩٥.
٢٢٦ ـ البيت من البسيط ، وهو للكميت بن زيد في ديوانه ١ / ٨١ ، واللسان والتاج ، مادة (كلب) ، والحيوان ٥ / ٣٤٣ ، ورواية عجزه (كما دماؤكم يشفى بها الكلب) ، والبيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٥١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٢٥.
٢٢٧ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٣٧ ، والجنى الداني ص ٣٣١ ، وشرح التصريح ١ / ٢٦٨ ، وشرح قطر الندى ص ٤١ ، وشرح المفصل ٨ / ١٤٢ ، ١٤٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٦.