ولا ما تجلس ؛ لأن الجلوس نوع خاص ليس مبهما ، فكأنك قلت : يعجبني الجلوس الذي جلست ، فيكون آخر الكلام مفسرا لأوله رافعا للإبهام ، فلا معنى حينئذ لها ، ورد بالبيت السابق.
وتختص ما بنيابتها عن ظرف زمان نحو : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود : ١٠٨] ، لا أصحبهم ما ذرّ شارق ، أي : مدة دوامها ، ومدة ذرور شارق ، ومنه قوله :
٢٢٨ ـ ولن يلبث الجهّال أن يتهضّموا |
|
أخا الحلم ما لم يستعن بجهول |
وقوله :
٢٢٩ ـ أطوّف ما أطوّف ثم آوي
وتسمى ظرفية ووقتية ، وذهب الزمخشري إلى أنّ أن تشاركها في ذلك ، وخرج عليه : (أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) [البقرة : ٢٥٨] ، (إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) [النساء : ٩٢] ، أي : وقت أن آتاه ، وحين أن يصدقوا.
قال أبو حيان : وأكثر النحاة لا يعرفون ذلك ، ولا حجة فيما ذكره لاحتمال كونها للتعليل ، ولم يقم دليل على كون أن ظرفية مثل ما.
(ص) وإسمي وهو الذي لذكر فرد عالم وغيره ، وزعم يونس والفراء وابن مالك وقوعها مصدرية ، والتي لأنثاه والأصل لذي ولتي بوزن فعل ، والكوفية الذال فقط ساكنة ، والفراء ذا وتي إشارة ، والسهيلي ذو صاحب ، قيل : وقد تعرب ياؤهما ، قيل : وتكسر وتشديدها كسرا وضما ، وحذفها ساكنا ما قبلها أو مكسورا لغات ، وقيل : ضرورة واللذان ، واللذين ، واللتان ، واللتين للمثنى ، والذين جمع ذكر عالم أو شبهه وإعرابه لغة ، ويغني عنه الذي مضمنا معنى الجزاء ودونه قليل ، وقيل : هي كمن ، وكالذين الألى ، وقد تقع لمؤنث وغير عالم ، وتمد واللآء واللائين ، وإعرابه لغة ، وجمع التي اللاتي واللائي واللواتي ، وبلا ياءات كسرا وسكونا ، واللا واللواء واللاءات مكسورا
__________________
٢٢٨ ـ البيت من الطويل ، بلا نسبة في شرح التسهيل ١ / ٢٢٦ ، وشفاء العليل ص ٢٤٥.
٢٢٩ ـ البيت من الوافر ، وهو للحطيئة في ديوانه ص ١٥٦ ، والخزانة ٢ / ٤٠٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ، وشرح المفصل ٤ / ٥٧ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٧٣ ، ٤ / ٢٢٩ ، ولأبي الغريب النصري في اللسان ، مادة (لكع) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٤٩.