وينظر في أمرنا قومك وعزي للكوفيين ، وإذا اعتبر اللفظ ثم المعنى جاز العود إلى اعتبار اللفظ بقلة قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً) [لقمان : ٦ ـ ٧] ، وقال : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ) إلى قوله : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) [الطلاق : ١١].
(ص) ويغني عن الضمير ظاهر ، خلافا لقوم ، وعن الجملة : ظرف أو مجرور نوي معه فعل وفاعل هو العائد ، ما لم يرفع ملابس ضمير ، ويجب ذكره إن كان خاصا مطلقا خلافا للكسائي.
(ش) يغني عن الضمير العائد اسم ظاهر ، حكي : أبو سعيد الذي رويت عن الخدري ، أي : عنه ، وقال :
٢٧٥ ـ وأنت الذي في رحمة الله أطمع
أي : رحمتك ، قال الفارسي : ومن الناس من لا يجيز هذا ، ويغني عن الجملة الموصول بها ظرف أو جار ومجرور منوي معه استقر أو شبهه ، وفاعل هو العائد ما لم يرفع ذلك المنوي ملابس الضمير ، فيكون العائد الضمير الملابس للمرفوع نحو : جاء الذي عندك ، والذي في الدار ، والذي عندك أخوه ، ثم هذا المنوي واجب الإضمار ما لم يكن خاصا ، فإنه يجب ذكره نحو : جاء الذي ضحك عندك ، أو نام في الدار فلا يجوز حذفه مطلقا ، سواء كان الظرف قريبا من زمن الإخبار أم لا ، وأجاز الكسائي حذف الخاص في القريب نحو : نزلنا المنزل الذي أمس ، أو الذي البارحة ، أو الذي آنفا ، بخلاف نزلنا المنزل الذي يوم الخميس ، أو الذي يوم الجمعة.
(ص) مسألة : يمنع تأخير موصول ، وأجاز الكسائي تأخير كي عن معمول صلتها ، والفراء أن وفصله ومتعلقاتها بأجنبي غالبا ، وبغيره في أل ، والحرفي غير ما ، ومنه قسم ، واعتراض خلافا للفارسي ، ونداء خلافا لابن مالك فيما ولي غير مخاطب ولا يتبع ويخبر ويستثنى قبل تمامها ، وقد يحذف صلة موصول أول اكتفاء بالثاني اشتراكا
__________________
٢٧٥ ـ البيت من الطويل ، وهو للمجنون في شرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٩ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٩٧ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٦٧ ، وشرح التصريح ١ / ١٤٠ ، ومغني اللبيب ١ / ٢١٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٣٩.