٢٨٠ ـ وأنت الذي يا سعد أبت بمشهد
قال ابن مالك : فإن لم يكن مخاطب عد الفصل أجنبيا ، ولم يجز إلا في ضرورة كقوله
٢٨١ ـ نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
أما أل فلا يجوز الفصل بينها وبين صلتها بحال لا بأجنبي ولا بغيره ؛ لأنها كجزء من صلتها ، وكذا الموصول الحرفي ؛ لأن امتزاجه بصلته أشد من امتزاج الاسم بصلته ؛ لأن اسميته منتفية بدونها ، ويستثنى ما فيجوز فصلها نحو : عجبت مما زيدا تضرب ؛ لأنها غير عاملة بخلاف أن وأن وكي ، وتفرع على امتناع الفصل بين الموصول وصلته أنه قبل تمام الصلة لا يتبع بتابع من نعت ، أو عطف بيان ، أو نسق ، أو تأكيد ، أو بدل ، ولا يخبر عنه ، ولا يستثنى منه ، فلا يقال : الذي محسن أكرم زيدا ، ولا جاء الذي إلا زيدا أساء ، نعم قد ترد صلة بعد موصولين أو أكثر ، فيكتفى بها إما مشتركا فيها كقوله :
٢٨٢ ـ صل الّذي والّتي متّا بآصرة
أو دلالة على الحذف من الأول كقوله :
٢٨٣ ـ وعند الذي واللات عدنك إحنة
مسائل وبقي في المتن مسائل :
الأولى : في جواز تقديم الظرف والجار والمجرور المتعلق بالصلة على الموصول اسميا أو حرفيا مذاهب :
أحدها : المنع مطلقا وعليه البصريون.
والثاني : الجواز مطلقا وعليه الكوفيون وهو اختياري للتوسع فيهما.
والثالث : الجواز مع أل إذا جرّت بمن نحو : (وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) [يوسف : ٢٠] ، (إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف : ٢١] ، (وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [الأنبياء :
__________________
٢٨٠ ـ البيت من الطويل ، ولم يرد في ديوان حسان بن ثابت ، كما نسبه إليه المؤلف.
٢٨١ ـ تقدم البيت مع تخريجه برقم ٢٧٣.
٢٨٢ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٢٤٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٥٩.
٢٨٣ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في مغني اللبيب ٢ / ٦٢٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣٢.