أَرْبَعٍ) [النور : ٤٥] ؛ لاقترانه بالعاقل فيما فصل بمن في قوله : (خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) [النور : ٤٥] ، وزعم قوم منهم قطرب وقوع من على غير من يعقل دون اشتراط أخذا من ظاهر ما ورد من ذلك ، والغالب في ما وقوعها على غير العاقل ، وقد يقع للعاقل نادرا نحو : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) [ص : ٧٥] ، (وَالسَّماءِ وَما بَناها) [الشمس : ٥] الآيات ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) [الكافرون : ٣] ، وسمع : سبحان ما سخركن لنا ، ولورود هذا وأمثاله زعم قوم منهم ابن درستويه وأبو عبيدة ومكي وابن خروف وقوعها على آحاد من يعقل مطلقا ، وقال السهيلي : لا يقع على أولي العلم إلا بقرينة ، ويقع على صفات من يعقل نحو : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) [النساء : ٣] ، أي : الطيب ، وعلى المبهم أمره كأن ترى شبحا تقدر إنسانيته وعدم إنسانيته فتقول : أخبرني ما هناك.
(ص) ويقعان شرطا واستفهاما ، وأنكر الفراء نحو : من قائم ، ونكرتين موصوفتين ، خلافا لقوم ، وشرط الكسائي ل : من وقوعها محل جائز تنكير ، وبعضهم واجبه ، قال الفارسي : وتقع نكرة تامة وتوصف ب : ما في قول لتعظيم أو تحقير أو تنويع ، وخلت نكرة من صفة في ما أفعله ونعما ، وإني مما أن أفعل ، وقيل : معرفة فيهما ، وتزاد ، قيل : ومن.
(ش) تقع من وما شرطيتين نحو : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء : ١٢٣] ، (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) [البقرة : ١٩٧] ، واستفهاميتين نحو : (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) [القصص : ٧١] ، (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ٢٣] ، ونكرتين موصوفتين نحو : مررت بمن معجب لك وبما معجب لك ، قال :
٣٠٠ ـ ألا ربّ من تغتشّه لك ناصح |
|
ومؤتمن بالغيب غير أمين |
وقال :
٣٠١ ـ ربّما تكره النّفوس من الأم |
|
ر له فرجة كحلّ العقال |
أنكر قوم وقوعهما موصوفتين ؛ لأنهما لا يستقلان بأنفسهما ، ورد بأن من الصفات ما يلزم الموصوف نحو : الجمّاء الغفير ، ويا أيها الرجل ، ومن وما من هذا القبيل ، وزعم
__________________
٣٠٠ ـ البيت من الطويل ، وهو لعبد الله بن همام في حماسة البحتري ص ١٧٥ ، وبلا نسبة في الجني الداني ص ٤٥٢ ، والكتاب ٢ / ١٠٩ ، واللسان وأساس البلاغة ، مادة (غشش) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٤٧.
٣٠١ ـ تقدم الشاهد برقم ٨.