متصرف بعد عين قدر فيه بعد ، فإن قصد بأنت مني فرسخين أنت من أشياعي ما سرناهما تعين النصب ، ونصب اليوم مع الجمعة ونحوها مما يتضمن عملا ك : اليوم يومك جائز لا غيره ك : الأحد ، خلافا للفراء وهشام ، ولا الشهور ورفع ونصب ظهرك وخلفك ونعلك أسفلك وشبهه ، ويلزم نصب غير متصرف ك : فوق ، وقيل : إلا فيما كان من الجسد.
(ش) فيه مسائل : الأولى : إذا أخبر بظرف مكان متصرف عن اسم عين ، فإن كان الظرف نكرة نحو : المسلمون جانب والمشركون جانب ، ونحن قدام وأنتم خلف ، جاز فيه الرفع والنصب عند البصريين والكوفيين في المشهور عنهم ، وعنهم رواية أن الرفع واجب إلا إن عطف عليه مثله نحو : القوم يمين وشمال فيجوز فيه النصب عند البصريين والكوفيين ، أو معرفة نحو : زيد خلفك وداري خلف دارك فالنصب راجح والرفع مرجوح ، وخصه الكوفيون بالشعر أو بما هو خبر اسم مكان كالمثال الثاني.
الثانية : إذا أخبر بموقت متصرف من الظرفين عن اسم عين مقدر إضافة بعد إليه جاز فيه الرفع والنصب ، والموقت المحدود كزيد مني فرسخ وفرسخا ويوم ويوما ، أي : بعد زيد مني ، واحترز بالمتصرف عن اللازم للظرفية كضحوة معينا ، فإن قصد في نحو : أنت مني فرسخين ، أنت من أشياعي ما سرنا فرسخين تعين النصب على الظرفية ، والخبر متعلق مني ، أي : كائن ، بخلاف الرفع فإنه على تقدير بعد مكانك مني فرسخان.
الثالثة : إذا قلت : اليوم الجمعة جاز رفع اليوم ونصبه ، وكذلك نحو : الجمعة مما تضمن عملا كالسبت والعيد والفطر والأضحى والنيروز ، فإن في الجمعة معنى الاجتماع ، وفي السبت معنى القطع ، وفي العيد معنى العود ، وفي الفطر معنى الإفطار ، وفي الأضحى معنى التضحية ، وفي النيروز معنى الاجتماع ، وكذلك قولك : اليوم يومك ؛ لأنه على معنى شأنك وأمرك الذي تذكر به ، وأما الأحد وما بعده من الأيام فلا يجوز فيه إلا الرفع ؛ لأن ذلك لا يتضمن عملا ، والنصب إنما هو على أنه كائن فيها شيء ، ولا شيء كائن فيها ، بخلاف ما تقدم وأجاز الفراء وهشام النصب في ذلك أيضا بناء على الآن ، أي : على معنى أن الآن أعم من الأحد والاثنين ، فيجعل الأحد والاثنين واقعا في الآن كما تقول : في هذا الوقت هذا اليوم ، قال أبو حيان : ومقتضى قواعد البصريين في غير أسماء الأيام من أسماء الشهور ونحوها الرفع فقط نحو : أول السنة المحرم ، والوقت الطيب المحرم.
الرابعة : إذا قلت : ظهرك خلفك جاز رفع الخلف ونصبه ، أما الرفع فلأن الخلف في