قام أبوه زيد ، وزيدا أبوه ضرب أو ضارب ، وأجازهما هشام والكسائي الأخيرة وضربته دون قائم.
(ش) يمنع تأخير الخبر ويجب تقديمه لأسباب :
أحدها : أن يستعمل كذلك في مثل ؛ لأن الأمثال لا تغير كقولهم : في كل واد بنو سعد (١).
الثاني : أن يكون واجب التصدير كالاستفهام نحو : أين زيد وكيف عمرو ، والمضاف إليه نحو : صبح ، أي : يوم السفر.
الثالث : أن يكون كم الخبرية أو مضافا إليها نحو : كم درهم مالك ، وصاحب كم غلام أنت.
الرابع : أن يكون اسم إشارة ظرفا نحو : ثم زيد وهنا عمرو ، وقرئ : (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ) [يونس : ٤٦] ، ووجه تقديمه القياس على سائر الإشارات ، فإنك تقول : هذا زيد ، ولا تقول : زيد هذا.
الخامس : أن يكون تقديمه مصححا للابتداء بالنكرة وهو الظرف والمجرور والجملة كما سبق.
السادس : أن يكون دالا على ما يفهم بالتقديم ولا يفهم بالتأخير نحو : لله درك ، فلو أخر لم يفهم منه معنى التعجب الذي يفهم منه التقديم ، ومنه سواء عليّ أقمت أم قعدت ، على أن المعنى سواء علي القيام وعدمه ، فمدخول الهمزة مبتدأ وسواء خبره قدم وجوبا ؛ لأنه لو تأخر لتوهم السامع أن المتكلم مستفهم حقيقة ، وقيل : سواء هو المبتدأ والجملة خبره ، وقيل : هو مبتدأ والجملة فاعل مغن عن الخبر ، والتقدير استوى عندي أقمت أم قعدت ، وقيل : هو مبتدأ لا خبر له والجملة مفعول ب : لا أبالي ، معنيّا ب : سواء ، قاله السهيلي.
السابع : أن يكون الخبر مسندا دون أما إلى أن المفتوحة المشددة وصلتها نحو : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا) [يس : ٤١] ؛ إذ لو أخر لالتبس بالمكسورة ، وجوز الفراء والأخفش تأخيره قياسا على المسند إلى أن المخففة نحو : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤] ، فإن ولي أما جاز التأخير اتفاقا نحو :
__________________
(١) ذكره المفضل الضبي في أمثال العرب ١ / ٥٠.