الرجل عن حاجته أبان عنها ، ومنه حديث : «والثيب تعرب عن نفسها» (١) ، والإجالة : عربت الدابة جالت في مرعاها ، وأعربها صاحبها أجالها ، والتحسين : أعربت الشيء حسنته ، والتغيير : عربت المعدة وأعربها الله غيرها ، وإزالة الفساد : أعربت الشيء أزلت عربه ، أي : فساده ، ويتعدى الأول ب : عن ، والباقي بالهمزة ، ويأتي أعرب لازما بمعنى تكلم بالعربية ، أو صارت له خيل عراب ، أو ولد له ولد عربي اللون ، أو تكلم بالفحش ، أو أعطى العربون ، فهذه عشر معان ، والمناسب للمعنى الاصطلاحي منها هو الأول ؛ إذ القصد به إبانة المعاني المختلفة كما ستعرفه ، ويصح أن يكون من الخمسة بعده.
(ص) قال الجمهور : لفظي فهو أثر يجلبه العامل ظاهرا أو مقدرا ، قيل : أو منوي ، وخص المقدر بما ألفه منقلبة ، والمنوي بغيره ، وقيل : معنوي فهو التغيير لعامل لفظا أو تقديرا ، قيل : أو محلا في المبني.
(ش) اختلف هل الإعراب لفظي أو معنوي؟ على قولين :
فالجمهور على الأول وإليه ذهب ابن خروف والشلوبين وابن مالك ونسبه للمحققين وابن الحاجب وسائر المتأخرين ، وحده على هذا : أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في محل الإعراب وهو الآخر كما سيأتي ، والمراد ب : الأثر الحركة والحذف والسكون والحرف ، وب : المقدر ما كان في المقصور ونحوه مما سيأتي ، وقولنا : يجلبه العامل احتراز من حركة الإتباع نحو : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) [الفاتحة : ٢] ، ومن حركة البناء وسائر الحركات.
فإن قلت : فلم لم تزد في الحد في آخر الكلمة كما صنع ابن هشام في «الشذور»؟
قلت : قد صرح هو في «شرحه» بأن ذلك ليس قيدا محترزا به عن شيء ؛ إذ ليس لنا أثر يجلبه العامل في غير الآخر فيحترز عنه ، وإنما هو بيان لمحل الإعراب من الكلمة ، وقد ذكرته بعد ذلك مفصولا من الحد فهو أقعد ؛ لئلا يتوهم كونه من تمامه ، وأيضا فلأن الإعراب قد يكون في غير الآخر كما سيأتي.
وذهب الأعلم وجماعة من المغاربة إلى أنه معنوي ونسب لظاهر قول سيبويه ورجحه أبو حيان ، وعلى هذا فحده : التغيير لعامل لفظا أو تقديرا.
__________________
(١) أخرجه ابن ماجه ، كتاب النكاح ، باب استثمار البكر والثيب (١٨٧٣) ، وأحمد في مسنده (١٧٢٦٩).