قياس قول الكوفيين الآتي في المذكر ، ومحل الخلاف ما داما باقيين على الوصفية ، فإن سمي بهما جمعا بالألف والتاء بلا خلاف ، أما فعلاء التي لا أفعل لها من حيث الوضع كامرأة عجزاء ، أو من حيث الخلقة كامرأة عذراء ، فقال ابن مالك بجواز جمعها بالألف والتاء ؛ لأن المنع في حمراء ونحوه تابع لمنع الواو والنون ، وذلك مفقود فيما ذكر ، ومنعه غيره كما امتنع جمع أكمر وآدر بالواو والنون ، ولا فعلاء لهما ، واحترز بالمؤنث بالألف عن اسم الجنس المؤنث بلا علامة كقدر وشمس وعنز وعناق فلا يجمع بالألف والتاء ، وشذ من ذلك أم حيث جمعت بهما ، ثم الأكثر أن يقال في الأناسي : أمهات ، وفي غيرهم : أمات بزيادة الهاء في الأول للفرق ، وقيل : لأن الأصل أم أمهة قال :
١٦ ـ أمّهتي خندف والياس أبي
وقد تستعمل أمهات في غير الأناسي وأمات فيهم ، قال الشاعر :
١٧ ـ إذا الأمّهات قبحن الوجوه |
|
فرجت الظّلام بأمّاتكا |
وما عدا الأنواع الخمسة من المؤنث شاذ أيضا مقصور على السماع كسموات وثيبات ، وأشذ منه جمع بعض المذكرات الجامدة المجردة كسرادقات وحمامات وحسامات ، وذهب قوم منهم ابن عصفور إلى جواز قياس جمع المكسر من المذكر والمؤنث الذي لم يكسّر اسما كان أو صفة كحمامات وسجلات ، وجمل سبحل ، أي : ضخم وجمال سبحلات ، فإن كسر امتنع قياسا ، ولذلك لحنوا أبا الطيب في قوله :
١٨ ـ ففي النّاس بوقات لها وطبول
(ص) وتحذف له التاء ، فإن كان قبل ألف أو همزة فكالتثنية ، ويقال في ابنة وبنت وأخت وهنة وذات : بنات وأخوات وهنات وهنوات وذوات ، وتجمع حروف المعجم ، فما فيه ألف يقصر ويمد فبيات وباءات.
__________________
١٦ ـ الشطر من الرجز ، وهو لقصي بن كلاب في الخزانة ٧ / ٣٧٩ ، والسمط ص ٩٥٠ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٠١ ، وسر صناعة الإعراب ٤ / ٥٦٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٦٢ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١١٥.
١٧ ـ البيت من المتقارب ، وهو بلا نسبة في رصف المباني ص ٤٠١ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٦٤ ، وشرح شافية ابن حاجب ٢ / ٣٨٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٦٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦١٧.
١٨ ـ البيت من الطويل ، وهو للمتنبي في ديوانه ٣ / ٢٢٩ ، والمحتسب ١ / ٢٩٥ ، والمقرب ١ / ٨١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧١٥.