وهنا مسألتان :
إحداهما : أجدل للصقر وأخيل لطائر ذي خيلان وأفعى للحية أسماء لا أوصاف فأكثر العرب تصرفها ، وبعضهم يمنعها ملاحظة للوصفية ، فلحظ في أجدل معنى شديد ، وأخيل أفعل من الخيلان ، وأفعى معنى خبيث منكر ، وقيل : إنه مشتق من فوعة السم وهي حرارته وأصله أفوع ، ثم قلب فصار أفعى.
الثانية : ما أصله الوصفية واستعمل استعمال الأسماء كأبطح وهو المكان المنبطح من الوادي ، وأجرع وهو المكان المستوي ، وأبرق وهو المكان الذي فيه لونان الأكثر منعه اعتبارا بأصله ، ولا يعتد بالعارض وشذ صرفه إلغاء للأصل واعتدادا بالعارض.
(ص) ومع العلمية زيادتا فعلان فيه أو في غيره ، ومبنى حسان ونحوه على أصالة النون.
(ش) السادسة وهي وما بعدها إنما تمنع مع العلمية الألف والنون الزائدتان سواء كانتا في فعلان كحمدان أو غيره كعمران وعثمان وغطفان ، وعلامة زيادتهما. ن يكون قبلهما أكثر من حرفين فإن كان قبلهما حرفان ثانيهما مضعف فلك اعتباران إن قدرت أصالة التضعيف فهما زائدتان ، أو زيادته فالنون أصلية كحسان إن جعلته من الحس فوزنه فعلان فلا ينصرف ، أو من الحسن فوزنه فعال فينصرف ، وكذا حيان هل هو من الحياة أو الحين ، قيل : ويدل للأول ما روي في الحديث : «أن قوما قالوا : نحن بنو غيان ، فقال عليه الصلاة والسلام : بل أنتم بنو رشدان» (١) ، فقضى باشتقاقه من الغي مع احتمال أن يكون مشتقا من الغين.
(ص) أو ألف إلحاق مقصورة.
(ش) السابعة ألف الإلحاق المقصورة وتمنع مع العلمية بخلاف الممدودة ؛ لشبهها بألف التأنيث المقصورة من وجهين لا يوجدان في الممدودة :
أحدهما : أن كلا منهما زائدة ليست مبدلة من شيء ، والممدودة مبدلة من ياء.
الثاني : أنها تقع في مثال صالح لألف التأنيث كأرطى فهو على مثال سكرى ، وعزهى
__________________
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٣٣٣.