وقومس ، وقهستان ، وقد صرح في شيراز بقلة حديثها ، وفي قومس بخروج جماعة من المحدثين فيها ، واكتفى في كرمان ، وسجستان ، والأهواز ، وتستر بذكر أسمائها فقط ، واهتم عند ذكره لقومس وقهستان بالإشارة إلى بعض مدنهما الكبيرة والصغيرة والمتوسطة ، وبيان جهتهما وحدودهما ، وقد كان دقيقا في تحديده لموقع إقليم قهستان الذي أراده ، مما يدل على إلمامه بعلم الجغرافية.
ولم يقنع الذهبي بما سبق بل أضاف إليه تسمية معظم الأقاليم التي لم تعرف بالحديث.
ثم أشار إلى ما آل إليه الحال في زمنه من فقدان وضعف هذا العلم في كثير من الأمصار التي كانت مشتهرة ومعروفة به ؛ وأتبع ذلك بذكر الأقاليم والمدن التي بقي ـ أي في زمنه ـ الحديث فيها ولو بقلة.
وختم هذه الرسالة المفيدة بذكر العلوم الشرعية الأخرى التي راج أمرها في العصور المتأخرة ، وانتشرت في شرق الأرض وغربها ، لكنه نبه إلى الزّغل الذي أصابها في بعض البلاد بسبب ما داخلها من علوم فاسدة ومبتدعة.