البلدان المشتهرة لكون حدودها تختلف في عرفنا اليوم عما كانت عليه سابقا ، وذلك كمصر واليمن والبحرين.
وقد بذلت غاية الجهد في تحديد البلدان ، وتعيين جهتها وموضعها ، حتى كنت أحيانا أجلس اليوم واليومين في تعريف البلد الواحد ، مع مراعاتي للنظر في الخرائط الجغرافية ، واستخلاص بعض الفوائد منها مما لم يذكر في معاجم البلدان لعدم الحاجة إليه في الزمن السابق.
ولم يقتصر عملي في البلدان على ذلك ، بل ذكرت بعض الكتب المؤلفة في علماء ومحدثي كل بلد استطعت الوقوف على شيء من التصانيف المفردة (١) فيه.
ونهضت أيضا لخدمة ما تبقى من النص فوضحت مبهمه ، وبينت مشكله ، وشرحت مختصره ، ونبهت على بعض فوائده.
كما حرصت على ضبط جميع (٢) الأعلام والبلدان المشكلة ـ الواردة في الأصل والحاشية ـ بالشكل ، لأنه كما قيل : «إعجام الكتب يمنع من استعجامها ، وشكلها يصونها عن إشكالها».
هذا ولا أدعي الصحة في جميع ما كتبته ، وإنما هو جهد المقل ، ووسع المزجى البضاعة ، القليل العلم بهذه الصناعة.
والحمد لله أولا وآخرا ، والصلاة والسلام على رسوله سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه.
__________________
(١) لم أتعرض لذكر الكتب المشتملة على تراجم علماء عدة بلاد كطبقات ابن سعد ؛ وتاريخ ابن أبي خيثمة ؛ ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ؛ والإرشاد للخليلي.
(٢) إلا ما لم أقف على ضبطه وهو يسير جدا.